صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

{ بأييكم المفتون } أي في أي فريق منكم الذي فتن بالجنون . أبفريق المؤمنين أم بفريق الكافرين ؟ أي في أيهما من يستحق هذا الوصف . والباء بمعنى في ؛ وهو تعريض بغلاة المشركين الذين وصفوه صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف القبيح .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله ، وأضلوهم عن سبيله ، وكفى بعلم الله بذلك ، فإنه هو المحاسب المجازي .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

{ بأيكم المفتون } قيل معناه : بأيكم المجنون . ف { المفتون } مفعول بمعنى المصدر ، كما يقال : ما بفلان مجلود ومعقول ، أي جلادة وعقل . وهذا معنى قول الضحاك ورواية العوفي عن ابن عباس . وقيل الباء بمعنى في ، مجازه : فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون ، في فريقك أم في فريقهم ؟ . وقيل : بأيكم المفتون ، وهو الشيطان الذي فتن بالجنون ، وهذا قول مجاهد . وقال الآخرون : الباء فيه زائدة ، معناه : أيكم المفتون ؟ أي المجنون الذي فتن بالجنون ، وهذا قول قتادة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

{ بأيكم المفتون } الفتنة أبك أم بهم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

" بأيكم المفتون " الباء زائدة ، أي فستبصر ويبصرون أيكم المفتون . أي الذي فتن بالجنون ؛ كقوله تعالى : " تنبت بالدهن{[15227]} " [ المؤمنون : 20 ] و " يشرب بها عباد الله{[15228]} " [ الإنسان : 6 ] . وهذا قول قتادة وأبي عبيد والأخفش . وقال الراجز :

نحن بنو جَعْدَة أصحاب الفَلَجْ *** نضربُ بالسيف ونرجو بالفَرَج{[15229]}

وقيل : الباء ليست بزائدة ، والمعنى : " بأيكم المفتون " أي الفتنة . وهو مصدر على وزن المفعول ، ويكون معناه الفُتُون ، كما قالوا : ما لفلان مجلود ولا معقول ، أي عقل ولا جلادة . وقاله الحسن والضحاك وابن عباس . وقال الراعي :

حتى إذا لم يتركوا لعظامه *** لحما ولا لفؤاده معقولا

أي عقلا . وقيل في الكلام تقدير حذف مضاف ، والمعنى : بأيكم فتنة المفتون . وقال الفراء : الباء بمعنى في ، أي فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون ، أبالفرقة التي أنت فيها من المؤمنين ، أم بالفرقة الأخرى . والمفتون : المجنون الذي فتنه الشيطان . وقيل : المفتون المعذب . من قول العرب : فتنت الذهب بالنار إذا حميته . ومنه قوله تعالى : " يوم هم على النار يفتنون{[15230]} " [ الذاريات : 13 ] أي يعذبون .

ومعظم السورة نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي جهل . وقيل : المفتون هو الشيطان ؛ لأنه مفتون في دينه . وكانوا يقولون : إن به شيطانا ، وعنوا بالمجنون هذا ، فقال الله تعالى : فسيعلمون غدا بأيهم المجنون ، أي الشيطان الذي يحصل من مسه الجنون واختلاط العقل .


[15227]:راجع جـ 12 ص 114.
[15228]:راجع جـ 19 ص 124.
[15229]:الفلج (بفتح الفاء واللام): مدينة بأرض اليمامة لبني جعدة. ويجوز فيه: *نحن بني... * بالنصب على الاختصاص. (راجع الشاهد التاسع والثمانين بعد السبعمائة في خزانة الأدب).
[15230]:راجع جـ 17 ص 31.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

ولما كان صلى الله عليه وسلم هو ومن معه فريقاً والأعداء فريقاً ، وقد أبهم آخر الملك الضال في الفريقين قال : { بأييكم } أي في أي فريقيكم{[67400]} { المفتون * } أي{[67401]} بالضلال والجنون{[67402]} حتى صد عن الهدى{[67403]} ودين الحق ، أو بأيكم الفتنة بالجنون وغيره على أن يكون مصدر فتن ، قال الرازي : مصدر مثل المفتون وهو الجنون بلغة قريش ، كما يقال : ما له معقول وليس له مجلود ، أي عقل وجلادة .


[67400]:- زيد في الأصل: من هو، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67401]:- زيد من ظ وم.
[67402]:- من ظ وم، وفي الأصل: كان قد أبهم.
[67403]:- من ظ وم، وفي الأصل: الهوى.