الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

{ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ } اختلف المفسرون في معنى الآية ووجهها ، فقال قوم : معناه بأيّكم المجنون ، وهو مصدر على وزن المفعول كما يقال : ما لفلان مجلود ومعقود ومعقول أي جلادة وعقد وعقل ، قال الشاعر :

حتّى إذا لم يتركوا لعظامه *** لحماً ولا لفؤاده معقولا

أي عقلا ، وهذا معنى قول الضحاك : ورواية العوفي عن ابن عباس .

وقيل : الباء بمعنى في مجازه : فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون ، في فريقك يا محمد أو في فريقهم . والمفتون : المجنون الذي فتنه الشيطان . وقيل : تأويله بأيّكم المفتون وهو الشيطان ، وهذا معنى قول مجاهد . وقال آخرون : معناه : أيّكم المفتون والباء زائدة لقوله تعالى :{ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ } [ المؤمنون : 20 ] و { يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } [ الإنسان : 6 ] وهذا قول قتادة والأخفش [ وأبي عبيد ] .

وقال الراجز :

نحن بنو جعدة أصحاب الفلج *** نضرب بالسيف ونرجوا بالفرج