غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

1

قوله : { بأيكم المفتون } قال الأخفش وأبو عبيدة وابن قتيبة : الباء صلة والمعنى أيكم المفتون ، وهو الذي فتن بالجنون . وقال الفراء والمبرد والحسن والضحاك عن ابن عباس : المفتون مصدر بمعنى المجنون كالمعقول والمجلود . وقيل : الباء بمعنى " في " وعلى هذا يجوز أن يكون الفتون بمعنى المجنون ، أي في أي الفريقين من يستحق هذا الاسم ، أو في أيهما الشيطان ، لأن الشيطان مفتون في دينه . وكانت العرب تزعم أنه من يخبله الجن ، فقال الله تعالى سيعلمون غداً بأيهم الشيطان الذي يحصل من مسه الجنون واختلاط العقل ، وفيه تعريض بأبي جهل بن هشام والوليد بن المغيرة وأضرابهما .

/خ51