صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

{ فإذا جاءت الطامة الكبرى } بيان لأحوالهم في المعاد إثر بيان أحوالهم في المعاش . والطامة : الداهية التي تغلب وتعلو على ما سواها من الدواهي ؛ من طم الشيء طما : غمره . وكل ما كثر وعلا حتى غلب فقد طم . وهي كالعلم على القيامة ؛ بل روي أنها اسم من أسمائها . وقيل هي النفخة الثانية . وجواب الشرط محذوف تقديره : وقع مالا يدخل تحت الوصف . وقوله : " فأما " تفصيل له .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

{ 34 - 41 } { فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } أي : إذا جاءت القيامة الكبرى ، والشدة العظمى ، التي يهون عندها كل شدة ، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده ، والصاحب عن صاحبه [ وكل محب عن حبيبه ] .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

ولما ذكر ما دل على البعث ، أتبعه ما يكون عن البعث مسبباً عنه دلالة على أن الوجود ما خلق إلا لأجل البعث لأنه محط الحكمة : { فإذا جاءت } أي بعد الموت { الطامة الكبرى * } أي الداهية الدهياء التي تطم - أي تعلو - على سائر الدواهي وتغطيها فتكون أكبر داهية توجد ، وهي البعث بالنفخة الثانية - كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما{[71528]} ، والعامل في " إذا " {[71529]} محذوف تقديره : فصل الناس إلى شقي وسعيد .


[71528]:راجع البحر 8/423.
[71529]:من ظ و م، وفي الأصل: إذ.