الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ} (12)

ثم قال تعالى لنبيه عليه السلام{[31976]} : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك }[ 12 ] أي : فلعلك{[31977]} تترك بعض ما يوحى إليك يا محمد ، فلا تبلغه لمن أمرت أن تبلغه إياه{[31978]} .

{ وضائق به صدرك }[ 12 ] : وضائق بما يوحى إليك صدرك ، فلا تبلغهم{[31979]} إياه مخافة أن يقولوا : فهلا { أنزل عليه{[31980]} كنز }{[31981]} : من مال { أو جاء معه ملك } يصدقه فيما يقول ، وينذر معه . إنما عليك يا محمد الإنذار{[31982]} . { والله على كل شيء وكيل }[ 12 ] : أي : لست يا محمد عليهم بوكيل ؟ الله هو الوكيل عليهم ، أي : هو القائم{[31983]} بمجازاتهم وأمورهم .

فالهاء في ( به ) تعود على ( ما ) ، أو على ( بعض ) ، أو على التبليغ ، أو على التكذيب{[31984]} .


[31976]:ط: صم.
[31977]:ط: فعلك.
[31978]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/258.
[31979]:ق: تبلغه.
[31980]:ق: إليك.
[31981]:وهو قول الفراء في: معانيه 2/5.
[31982]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/258.
[31983]:ط: المقيم.
[31984]:انظر الجامع 9/10.