الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٖ مَّعۡدُودَةٖ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (8)

ثم قال تعالى : { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة }[ 8 ] : أي : ولأن أخرنا يا محمد عن قومك العذاب إلى وقت معلوم عندنا معدود {[31941]} .

وقيل : المعنى : إلى مجيء أمة وانقراض أمة . وإنما سميت السنون أمة ، لأن فيها تكون {[31942]} الأمة ، وتنبت وتهلك . وأصل الأمة الجماعة {[31943]} .

ثم قال تعالى إخبارا عما {[31944]} علم منهم : إنهم يقولون : إذا أخرنا عنهم العذاب {[31945]} .

{ ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم } : أي : ليقولن هؤلاء الكفار ما يحبه ، أي : يمنع العذاب أن يأتي تكذيبا {[31946]} منهم {[31947]} به {[31948]} . قال الله تبارك وتعالى : { ألا يوم ياتيهم ليس مصروفا }[ 8 ] ( أي : ليس يصرفه عنهم أحد إذا جاء وقته ) {[31949]} {[31950]} .

{ وحاق بهم } : أي : نزل بهم وحل {[31951]} { ما كانوا به يستهزئون }[ 8 ] وهو العذاب .

وقيل : المعنى : وحل {[31952]} بهم عقاب استهزائهم بأنبيائهم {[31953]} .


[31941]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/252.
[31942]:ق: يكون.
[31943]:انظر المصدر السابق.
[31944]:ق: عن ما.
[31945]:ط: مطموس.
[31946]:ساقط من ط.
[31947]:ساقط من النسختين والتصويب من الطبري.
[31948]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/254.
[31949]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[31950]:انظر التفسير في: جامع البيان 15/254.
[31951]:انظر هذا التوجيه في: مجاز القرآن 1/285، وجامع البيان 15/254.
[31952]:ط: وحاق.
[31953]:وهو قول مجاهد في: جامع البيان 15/255.