الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَاۚ كُلّٞ فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ} (6)

ثم قال تعالى : { وما من دابة في الأرض{[31893]} إلا على الله رزقها } : أي : يتكفل بذلك حتى تموت . يعني : بدابة : كل ما{[31894]} دب ، ودرج{[31895]} على وجه{[31896]} الأرض من إنسي{[31897]} ، أو جني ، أو بهيمة ، أو هامة{[31898]} ، والهامة كل ما يدب سميت بذلك لأنها تهم ، أي : تدب{[31899]} .

وقال الضحاك : والناس منهم{[31900]} .

ثم قال تعالى : { ويعلم مستقرها } : أي : حيث تستقر ، وتأوي{[31901]} . { ومستودعها } : ( حيث تموت ) قاله ابن عباس{[31902]} .

وقال مجاهد : { مستقرها } في الرحم ، { ومستودعها } في الصلب{[31903]} ، مثل تلك التي في الأنعام{[31904]} ، وهو قول الضحاك{[31905]} . وقد روي أيضا هذا عن ابن عباس{[31906]} .

( وقيل : المستقر في الرحم ، والمستودع : حيث تموت ){[31907]} . كل ذلك { في{[31908]} كتاب مبين } : أي : ظاهر لمن قرأه ، قد أثبته الله ، عز وجل{[31909]} ، قبل الخلق : وهذا توبيخ لمن أخبر عنه أنه{[31910]} يخفي ما في صدره عن الله عز وجل ، ويظن أن الله سبحانه لا يعلمه ، وكيف يكون آمن من قد أحصى جميع استقرار الحيوان ، وموضع موته ، وتكفل برزقه ، وأثبت ذلك قبل خلقه . فمن كان يقدر على ذلك كيف يخفي عليه ما في صدور هؤلاء{[31911]} .


[31893]:ق: كررت مرتين.
[31894]:ط: كما.
[31895]:ساقط من ق.
[31896]:ساقط من ط.
[31897]:ق: أنيس.
[31898]:انظر: المحرر 9/108، واللسان: دبب.
[31899]:انظر: المحرر 9/108، واللسان: دبب.
[31900]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/241.
[31901]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/4، وجامع البيان 15/241، ومعاني الزجاج 3/39.
[31902]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/241، واختاره الفراء في معانيه 2/4.
[31903]:انظر قول مجاهد في: تفسيره 326 و 384، وجامع البيان 15/242.
[31904]:وهي قوله تعالى من الآية: 99 {وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع} وانظر: الهامش السابق.
[31905]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/242، ولم ينسبه الزجاج في معانيه 3/39.
[31906]:انظر المصدر السابق.
[31907]:هذا الأثر حديث رواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس في كتاب التفسير 2/341، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه وذكره، ابن قتيبة في غريب القرآن 202، والطبري في جامع البيان 15/242.
[31908]:ط: مطموس من: في إلى: قرأه.
[31909]:ساقط من ق.
[31910]:ساقط من ط.
[31911]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/243.