{[1]}قال ابن عباس : هي مكية إلا ثلاث {[2]} آيات نزلت {[3]} بين مكة والمدينة {[4]} ، حين رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد ، وقد قتل حمزة ، وقد مثل {[5]} به ، فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم {[6]} ] " لأمثلن بثلاثين منهم " . وقال المسلمون : " لنمثلن بهم " . فأنزل الله { وإن عاقبتم {[7]} فعاقبوا بمثل ما عوقبتم {[8]} [ به {[9]} ] } [ 126 ] إلى آخر السورة {[10]} .
[ ويقال لسورة النحل سورة النعم لكثرة ما نبه الله فيها على نعمه ، وعدد فيها من منته على خلقه {[11]} ] {[12]} .
قوله [ تعالى ] { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } [ 1 ] إلى قوله { خصيم مبين } [ 4 ] .
ومعنى{[38463]} أتى أمر الله : يأتي{[38464]} . ولا يحسن عند سيبويه في أخبار الناس وما يجري بينهم : فعل بمعنى يفعل إلا في الشرط{[38465]} .
وقيل : إنما أتى بالماضي لأنه أمر سيكون لا بد منه ، فأتى فيه بالماضي الذي قد كان في موضع ما سيكون{[38466]} .
وقيل : إنما جاء كذلك لأنهم استبعدوا ما وعدهم الله من عذاب{[38467]} ، فأتى بالماضي في موضع المستقبل لقربه من الإتيان ، ولصدق المخبر به{[38468]} .
وقد قال الضحاك : { أمر الله } : فرائضه وحدوده وأحكامه{[38469]} .
وقيل : هو وعيد من الله لأهل الشرك على ما تقدم{[38470]} .
قال ابن جريج : لما نزلت { أتى أمر الله } الآية ، قال رجال{[38471]} من المنافقين بعضهم لبعض : إن هذا يزعم أن أمر الله قد أتى فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن . فلما رأوا أنه لا ينزل شيئا ، قالوا : ما نراه{[38472]} ينزل شيئا{[38473]} ، فنزلت [ الآية{[38474]} ] : { اقترب للناس حسابهم }{[38475]} الآية . فقالوا : إن هذا يزعم مثلها أيضا . فلما رأوا ألا ينزل شيئا ، قالوا : ما نراه ينزل شيئا{[38476]} فنزلت { [ و{[38477]} ] لئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة [ ليقولن ما يحسبه{[38478]} ] } الآية{[38479]} . وروي عن الضحاك { أتى أمر الله } يعني القرآن : أي أتى بفرائضه وحدوده وأحكامه{[38480]} ، وهو القول الأول عنه .
وقيل : أمر الله نصر النبي عليه السلام{[38481]} . وقيل هو يوم القيامة{[38482]} .
وقال الزجاج : { أمر الله } ما وعدهم به من المجازاة على كفرهم بمنزلة قوله : { حتى [ إذا{[38483]} ] جاء أمرنا وفار التنور }{[38484]} وقوله : { أتاها أمرنا ليلا أو نهارا }{[38485]} . ومعناه : استبطأوا العذاب فأخبرهم الله بقربه{[38486]} .
ويدل على أنه وعيد وتهدد للمشركين قوله بعد : { سبحانه وتعالى عما يشركون } [ 1 ] .
وأمر الله قديم غير محدث وغير مخلوق ، بدلالة قوله : { ألا له الخلق والأمر }{[38487]} فالأمر غير الخلق . وبدلالة قوله : { لله الأمر من قبل ومن بعد }{[38488]} أي : من قبل كل شيء ومن بعد كل شيء ، فهو/غير محدث . وأمره صفة له هو كلامه غير مخلوق .
وقيل معنى : { أتى أمر الله } أي أتت أشراط الساعة ، وما يدل على قرب القيامة{[38489]} . وقيل : هو قيام الساعة{[38490]} . وقيل : هو جواب لقولهم بمكة : { [ فأمطر ]{[38491]} علينا حجارة من السماء{[38492]} } الآية .
ثم قال [ تعالى{[38493]} ] : { سبحانه وتعالى عما يشركون{[38494]} } [ 1 ] .
من قرأ : { يشركون{[38495]} } بالتاء{[38496]} جعل الاستعجال للمشركين . ومن قرأ بالياء{[38497]} جعل الاستعجال لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.