الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِيهَا دِفۡءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (5)

قوله : { والأنعام خلقها لكم فيها دفء } [ 5 ] إلى/قوله : { لهداكم أجمعين } [ 9 ] .

فالمعنى{[38536]} : وخلق الأنعام لكم فيها ما يدفئكم ، أي ما يمنع عنكم ضر البرد ، و ضر الحر . لأن ما يستر{[38537]} من الحر يستر{[38538]} من البرد . وذلك ما ينتفع به من الأصواف والأوبار والأشعار . ثم جعل لكم فيها منافع ، يعني من ألبانها ، وركوبها ، وأكل لحومها ، والانتفاع بنسلها . وعن ابن عباس : الدفء نسل كل دابة{[38539]} .

فهذا كله حجة على الخلق احتج عليهم بنعمته عندهم ولطفه بهم . قال ابن عباس : { لكم فيها دفء } يعني الثياب{[38540]} .


[38536]:ط: المعنى.
[38537]:ق: يستتر.
[38538]:ق: يستتر.
[38539]:انظر: قوله في: جامع البيان 14/79 والجامع 10/46، وتفسير ابن كثير 2/871.
[38540]:انظر : قوله في: جامع البيان 14/79 وأحكام الجصاص 3/183، وتفسير ابن كثير 2/871 ينسبه لقتادة.