الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (94)

ثم قال تبارك وتعالى : { فاصدع بما تومر } [ 94 ] .

معناه ، بلغ ما أرسلت به إليهم ، قاله ابن زيد {[38387]} .

وقال ابن عباس : معناه افعل ما تؤمر وامضه {[38388]} .

وعنه : أعلن بالقرآن ، قال : وكان نبي الله اكتتم مخافة [ قومه {[38389]} ] سنتين فأمره الله أن [ يصدع {[38390]} ] بما يؤمر أي : يعلن به ويظهره وأن يعرض عن المشركين ثم نسخ ذلك

وأمره بقتالهم وقال { إنا كفيناك المستهزئين } [ 95 ] . وقال مجاهد : المعنى : اجهر بالقرآن في الصلاة {[38391]} . قال عبد الله بن عبيد {[38392]} : لم يزل النبي [ صلى الله عليه وسلم {[38393]} ] بمكة مستخفيا حتى نزلت : { فاصدع بما تومر واعرض عن المشركين } [ 94 ] فخرج هو [ و {[38394]} ] أصحابه {[38395]} .

وقال الزجاج : معناه : ابن {[38396]} ما تؤمر به وأظهره ، مشتق من الصديع وهو الصبح {[38397]} .

وقال المبرد : [ معناه {[38398]} ] : اصدع {[38399]} الباطل بما تؤمر : أي : افرق بين الحق والباطل {[38400]} بهذا القرآن وبينه {[38401]} .

يقال : {[38402]}تصدع القوم {[38403]} إذا تفرقوا . ومنه صداع الرأس وتصدعت {[38404]} الزجاجة تفرقت أجزاؤها . وفاء الفعل مصدر عند البصريين ، فلذلك لم يقل : " بما تؤمر به " . وتقديره : فاصدع بأمرنا ، وهو القرآن {[38405]} .

وقال الكسائي : " ما " بمعنى : الذي . والتقدير بما تؤمر به ، ثم حذفت : " به " {[38406]} .

فأما قوله { وأعرض عن المشركين } [ 94 ] فهذا كان قبل أن يؤمر بالقتال ثم ، أمر بالقتال فنسخه الأمر بالقتال ، قاله : ابن عباس والضحاك {[38407]} .


[38387]:انظر: قوله في جامع البيان 14/68 والدر 5/99.
[38388]:انظر: قوله في جامع البيان 14/68 وتفسير ابن كثير 2/866، والدر 5/92.
[38389]:ساقط من ق.
[38390]:ق: "يصعد".
[38391]:انظر: قوله في تفسير مجاهد 419، وتفسير الثوري 162 وجامع البيان 14/68 والمحرر 10/153 والجامع 10/41 وتفسير ابن كثير 2/866 والدر 5/99.
[38392]:هو عبد الله بن عبيد بن عمير، أسند عن أبيه وغيره، كانت وفاته سنة 113 هـ بمكة، وعرف بصلاحه، انظر ترجمته في صفة الصفوة 2/214.
[38393]:ساقط من ق.
[38394]:ساقط من ق.
[38395]:انظر: قوله في جامع البيان 14/68 والجامع 10/41 وتفسير ابن كثير 2/866 والدر 5/99.
[38396]:ق: "ابين".
[38397]:ق: "الصحيح"، وانظر قوله في معاني الزجاج 3/186، وإعراب النحاس 2/390 واللسان (صدع).
[38398]:ساقط من ق.
[38399]:ق: "صعد".
[38400]:ط: الباطل والحق "(تقديم وتأخير).
[38401]:انظر: قوله في التفسير الكبير 20/219 واللسان (صدع).
[38402]:ق: "مقال".
[38403]:ق: "القول".
[38404]:ق: "تصعدت".
[38405]:وهو قول الفراء. انظر معاني الفراء 2/93، والتفسير الكبير 20/19، والتبيان 2/787.
[38406]:انظر: قوله في إعراب النحاس 2/3920، وفيه: "ثم حذفت الباء" والتفسير الكبير 20/219 والتبيان 2/787.
[38407]:انظر: قوله في جامع البيان 14/69 والمحرر 10/153 والجامع 10/41 والدر 5/99.