ثم قال تعالى : { ينزل الملائكة بالروح من أمره } [ 2 ] . أي : ينزل الملائكة بالوحي من أمره { على من يشاء من عباده } [ 2 ] أي : عليه السلام على المرسلين بأن ينذروا العباد بأن لا إله إلا أنا{[38498]} .
وقيل : " من " بمعنى الباء{[38499]} . أي : بالروح [ بأمره{[38500]} ] ، أي بالوحي بأمره . فالباء{[38501]} متعلقة بينزل .
وقال قتادة : المعنى ينزل الملائكة بالرحمة والوحي من أمره على من اختار من خلقه لرسالته لينذر الناس . لينذر [ ب{[38502]} ]أن لا إله إلا الله فاعبدوه{[38503]} .
وقال الربيع بن أنس : كل شيء تكلم به ربنا فهو روح منه ، ومنه قوله : { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا }{[38504]} .
وعن ابن عباس ، أيضا ، أنه قال : الروح خلق من خلق الله ، وأمر من أمره صوره على صورة آدم{[38505]} لا ينزل من السماء ملك{[38506]} إلا معه واحد منهم{[38507]} . وقال الحسن : { بالروح } : بالنبوة{[38508]} .
وقال الزجاج : الروح ما كان فيه من أمر الله حياة للقلوب ، بالإرشاد{[38509]} ، إلى أمر الله [ عز وجل{[38510]} ]{[38511]} .
أي : فأطيعوا أمري ، واجتنبوا معصيتي .
ووقع الإنذار في هذا الموضع في غير موضعه . وأصله أن يقع تنبيها وتحذيرا مما يخاف منه . وضده البشرى . وليس لا إله إلا الله مما يخاف منه ويحذر{[38512]} . ولكن في الكلام معنى النهي عما{[38513]} كانوا عليه من عبادة غير الله [ سبحانه{[38514]} ] ، فحسن الاتيان به مع ما لا يخاف منه ، ولا يحذر{[38515]} . ودل على{[38516]} ذلك قوله : { فاتقوا } [ 2 ] وقوله بعد ذلك : { عما{[38517]} يشركون } [ 3 ]{[38518]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.