الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدٗا} (109)

قوله { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي } [ 104 ] إلى آخر السورة .

والمعنى ، قل يا محمد لهؤلاء الكافرين بك ، السائلين عن المسائل ، لو كان ماء البحر مدادا للقلم الذي يكتب به كلمات ربي لنفذ ماء البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي .

ثم قال : { ولو جئنا بمثله مددا } [ 104 ] .

أي : لو مددنا البحر بمثل ما فيه من الماء ، ما فرغت كلمات ربي ، والمدد الزيادة والمعونة ، يقول جئتك مددا لكم ، أي زيادة ومنه قيل لما يكتب به مداد : لأنه يمد الكاتب شيئا بعد شيء . والمداد جمع واحدته مدادة . ويجوز أن يكون المداد مصدر مد .

وقرأ ابن عباس { ولو جئنا بمثله مددا{[43748]} }{[43749]} على معنى ولو زدنا مثل ما فيه من المدد الذي يكتب به مدادا .


[43748]:ساقط من ق.
[43749]:وتنسب هذه القراءة كذلك لابن مسعود والأعمش ومجاهد وابن محيصن، وحميد. انظر شواذ القرآن 85، والجامع 11/64.