/عونك اللهم وتأييدك ، وصل على محمد وآله .
قال أبو محمد ، مكي بن أبي طالب رضي الله عنه :
سورة ( مريم ) : مكية{[1]} .
وكان نزولها قبل أن يهاجر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة ، لأنهم قرأوا صدرها على النجاشي{[2]} بعد هجرتهم إلى أرض الحبشة .
قوله تعالى ذكره : { كهيعص }[ 1 ] .
قرأ بعض القراء{[43770]} بإمالة الهاء والياء . وعلة الإمالة{[43771]} أنها أحرف{[43772]} مقصورة ، فإذا ثنيت ، ثنيت{[43773]} بالياء ، فشابهت ما ثني بالياء من الأسماء ، فأمليت لذلك . وعلة الإمالة فيها عند الخليل{[43774]} وسيبويه{[43775]} أنها أسماء للحروف ، فجازت إمالتها ليفرق بينها وبين الحروف التي لا يجوز إمالتها نحو : ما ولا وإلا وما بمعنى الذي ، لا يحسن عندهما إمالة شيء من هذا فإن سميت بشيء منها جازت الإمالة{[43776]} .
ولا يحسن إمالة كاف ولا{[43777]} قاف وصاد ، لأن الألف{[43778]} متوسطة . وهذه الحروف عند ابن عباس{[43779]} مأخوذة من أسماء دالة ، على ذلك . فالكاف تدل على كبير{[43780]} .
وقيل : الكاف تدل على كاف{[43781]} . قاله ابن جبير{[43782]} والضحاك{[43783]} .
وروي أيضا عن ابن جبير ، أن الكاف تدل على ( كريم ){[43784]} ، وقال ابن عباس وابن جبير : الهاء تدل على هاد{[43785]} ، وكذلك قال{[43786]} الضحاك .
وقال ابن جبير : الياء ، من حكيم{[43787]} .
وعن الربيع بن أنس{[43788]} أن الياء من [ قولك ]{[43789]} : يا من يجير ولا يجار عليه{[43790]} .
وقال ابن عباس وابن جبير : العين من عالم{[43791]} .
وعن ابن عباس أيضا : العين من عزيز{[43792]} .
وقال الضحاك : العين من عدل{[43793]} .
وقال ابن عباس وابن جبير : الصاد من صادق{[43794]} .
وعنه أيضا{[43795]} : الكاف ، كاف{[43796]} ، والهاء ، هاد{[43797]} . والياء ، يد من الله على خلقه{[43798]} .
والعين ، عالم بهم والصاد ، صادق فيما وعدهم{[43799]} .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه{[43800]} : { كهيعص } كله اسم من أسماء الله{[43801]} .
وروي عنه{[43802]} أنه كان يقول : ( يا كَهَيعَص ) اغفر لي{[43803]} .
وعن ابن عباس أنه قال : هو قسم أقسم الله{[43804]} به ، وهو من أسماء الله{[43805]} .
وقال أبو العالية{[43806]} : كل حرف على حدته اسم من أسماء الله{[43807]} وقال قتادة{[43808]} : { كهيعص } اسم من أسماء القرآن{[43809]} . و{ كهيعص } تمام عند الأخفش{[43810]} ، وموضعها رفع عنده{[43811]} والتقدير{[43812]} : وفيما نقص عليكم ، { كهيعص } وليس بتمام عند الفراء{[43813]} ، لأن { ذكر رحمت ربك } خبره{[43814]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.