الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيٓ أَوۡلِيَآءَۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ نُزُلٗا} (102)

ثم قال : { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء } [ 98 ] .

والمعنى{[43696]} أفظن الذين كفروا بالله من عبدة الملائكة والمسيح وعزيرا ، أن يتخذوا الملائكة والمسيح أولياء لأنفسهم لأجل عبادتهم لهم . كلا بل هم لهم أعداء{[43697]} . والمعنى أفحسبوا أن ينفعهم ذلك . وقيل المعنى أفحسبوا أن يتخذوهم أولياء فيعبدونهم ولا أعاقبهم .

وقرأ على بن أبي طالب رضي الله عنه " أفحسب الدين " باسكان السين ورفع الباء{[43698]} على معنى : أفيكفيهم اتخاذ العباد أولياء{[43699]} . وهو مرفوع بالابتداء و " أن يتخذوا الخبر " .

ثم قال : تعالى : { إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا } [ 98 ] .

أي : أعددنا لهم منزلا . والنزل عند أهل اللغة ما هيئ للضيف{[43700]} .


[43696]:وهو تفسير الزجاج انظر معاني الزجاج 3/314.
[43697]:وهو تفسير ابن جرير، انظر جامع البيان 16/31.
[43698]:انظر هذه القراءة في معاني الفراء 2/161 وجامع البيان 16/32 ورواها أيضا عن عكرمة ومجاهد، ومعاني الزجاج 3/314، وشواذ القرآن 35 ورواها عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة أيضا.
[43699]:وهو تفسير الزجاج انظر معاني الزجاج 3/314.
[43700]:وهو ابن قتيبة، انظر غريب القرآن 271.