ثم قال ذو القرنين لما رأى الردم لا يقدر عليه من فوقه ولا من أسفله : هذا الفعل { رحمة من ربي }{[43658]} رحم بها من دون الردم من الناس { فإذا جاء وعد ربي } [ 94 ] أي الوقت .
الذي وعده فيه أن يأجوج يخرجون { جعله دكا } [ 94 ] أي سواه بالأرض{[43659]} .
من نونه{[43660]} جعله على معنى مدكوكا . ومن مده{[43661]} جعله{[43662]} بقعة{[43663]} دكاء وأرضا دكاء ، من قولهم : ناقة دكاء ، مستوية الظهر لا سنام لها{[43664]} .
وقيل المعنى : فإذا جاء يوم القيامة جعله دكا ودل على هذا قوله { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }{[43665]} .
وقوله : { جعله } الهاء تعود على ما بين الجبلين وخروج يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى وبعد ظهور الدجال . يدل على ذلك أن ابن مسعود قال : قال : النبي صلى الله عليه وسلم " لقيت ليلة الإسراء إبراهيم وموسى وعيسى صلى عليهم فتذاكروا أمر الساعة وردوا الأمر{[43666]} إلى إبراهيم فقال : إبراهيم : لا علم لي بها ، فردوا الأمر إلى موسى : فقال : موسى : لا علم لي بها ، فردوا الأمر إلى عيسى فقال : عيسى : أما قيام الساعة فلا يعلمه أحد ، إلا الله تعالى ، ولكن ربي قد عهد إلى ما هو كائن دون مجيئها . عهد إلى أن الدجال خارج وأنه سيهبطني إليه . فإذا رآني أهلكه الله فيذوب كما يذوب الرصاص . حتى أن الحجر والشجر{[43667]} لتقول يا مسلم هذا كافر فاقتله . فيهلكهم الله ويرجع الناس إلى بلادهم وأوطانه . فيستقبلهم يأجوج مأجوج من كل حدب ينسلون لا يأتون على شيء إلا/ أهلكوه . ولا يمرون على ماء إلا شربوه ، فيرجع الناس إلي ، فادعوا الله عليهم . فيميتهم ويتغير الأرض من نتن ريحهم فينزل المطر فيجر{[43668]} أجسامهم فيلقيهم في البحر ثم تنسف الجبال حتى تكون{[43669]} الأرض كالأديم . فعهد إلي ربي أن ذلك ، إذا كان كذلك ، فإن الساعة منه كالحامل المتمم . والتي لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلا أو نهارا{[43670]} " .
وقوله : { وكان وعد ربي حقا } [ 94 ] .
أي : وعد ربي الذي وعد خلقه في دك هذا الردم وخروج هؤلاء [ القوم{[43671]} ] على الناس وغير ذلك من مواعيده حقا لا خلف في شيء منها{[43672]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.