الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَكۡثَرَ شَيۡءٖ جَدَلٗا} (54)

ثم قال : { ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل } [ 53 ] .

أي : ولقد مثلنا في هذا القرآن [ للناس {[43032]} ] من كل مثل فيه {[43033]} موعظة وحجة ليتغظوا ويتذكروا فينيبوا ويزدجروا عما هم فيه من الكفر { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } [ 53 ] ، أي خصومة لا ينيب لحق ولا ينزجر {[43034]} لموعظة {[43035]} .

[ و ] {[43036]} الإنسان هذا الكافر ، دل عليه قوله { ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به بالحق } [ 55 ] .

وإنما قيل : { وكان الإنسان } [ 54 ] . لأن إبليس أيضا قد جادل والجن تجادل . والمعنى : وكان الإنسان أكثر هذه الأشياء جدلا {[43037]} .


[43032]:ساقط من ق.
[43033]:ط: "عليه".
[43034]:ق: "ولا يزدجر".
[43035]:وهو تفسير ابن جرير، انظر جامع البيان 15/266..
[43036]:ساقط من ق.
[43037]:وهو قول الزجاج، انظر جامع معاني الزجاج 3/296، والجامع 11/6.