ثم بين المرة الأخرى ما هي فقال : { إذا أوحينا إلى أمك } أي : إذا ألهمنا أمك .
وقيل{[45018]} : كانت رؤيا رأتها .
وقيل{[45019]} : بل{[45020]} أوحى إليها ما شاء .
وقال ابن إسحاق{[45021]} : لما ولدت أم موسى موسى{[45022]} صلى الله عليه وسلم ، أرضعته{[45023]} حتى إذا أمر فرعون بقتل من ولد سنته تلك ، عمدت إليه ، فصنعت به ما أمرها الله تبارك وتعالى .
روي{[45024]} أنها رؤيا رأتها ، ففعلت ما أمرت به في رؤياها . وكان فرعون يذبح ذكور أولاد بني إسرائيل لأجل{[45025]} أنه بلغه أنه سيكون زوال ملكه وهلاكه على يدي واحد من أولاد{[45026]} بني إسرائيل فخافت أم موسى من فرعون على ولدها . فأراها الله ما أمرها{[45027]} به في منامها ، فجعلته في تابوت صغير ، ومهدت له فيه ، ثم عمدت إلى النيل فقذفته فيه ، وهو اليم ، فأصبح فرعون في مجلس له كان يجلسه على شفير النيل كل غداة ، فبينما هو جالس ، إذ مر النيل بالتابوت فقذف به ، وآسية بنت مزاحم امرأته جالسة إلى جنبه . فقال : إن هذا لشيء [ عجيب ]{[45028]} في البحر ، فآتوني به ، فخرج إليه أعوانه حتى جاءوا{[45029]} به ففتح التابوت ، فإذا فيه صبي في مهد ، فألقى{[45030]} الله عز وجل عليه محبته فعطف عليه نفسه . فهو قوله : { أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل ياخذه عدو لي وعدو له } . يعني فرعون .
ثم قال تعالى : { وألقيت عليك محبة مني }[ 38 ] . أي : حببتك إلى عبادي .
وقال عكرمة معناه : إني حسنت خلقك ، أي : جعلت لك{[45031]} حسنا وملاحة{[45032]} .
وقيل{[45033]} معناه : حببتك إلى [ كل ]{[45034]} من رآك .
وقيل{[45035]} : إن الله جل ذكره جعل في موسى عليه السلام ملاحة ، فكان{[45036]} لا يراه أحد إلا أحبه واستحلاه ومال قلبه إليه .
وذكر ابن الإعرابي{[45037]} عن قتادة في قوله : { وألقيت عليك محبة مني } . قال : ملاحة في عينيك ، لا يراك أحد إلا أحبك{[45038]} .
وعن عكرمة أنه قال : حسن وملاحة .
وقيل معناه : جبلت القلوب على محبتك ، اختصاصا لك .
وقال مجاهد : مودة في قلوب المؤمنين .
ثم قال : { ولتصنع على عيني } أي : ولتغذى على عيني ، قاله قتادة{[45039]} .
وقال ابن زيد : معناه : إني جعلتك في بيت الملك{[45040]} تنعم وتترف غذاؤه عندهم غذاء الملك{[45041]} .
وقال ابن زيد . معناه : وأنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ثم في البحر ثم إذ تمشي أختك{[45042]} .
و( اللام ) في ( ولتصنع ) متعلقة{[45043]} ب( ألقيت ) أي : ألقى المحبة لتصنع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.