الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيٓ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ} (50)

ثم قال تعالى : { ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى }[ 49 ] . أي : قال موسى : ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه . أي : جعل لك ذكر نظير خلقه من الإناث . ثم هداهم لموضع الوطء الذي{[45140]} فيه النماء والزيادة من الخلق . فهدى كل حي كيف{[45141]} يأتي الوطء فيكون التقدير : أعطى كل شيء مثل خلقه . ثم حذف المضاف .

قال ابن عباس : معناه : خلق لكل{[45142]} شيء زوجه ثم هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه ومولده . وكذلك قال السدي{[45143]} .

وقال الحسن{[45144]} : معناه : تمم لكل شيء خلقه ، ثم هداه لما يصلحه{[45145]} .

القرون الماضية وكيف تبعث ، فأجابه موسى/ بعلمها فقال : علمها عند ربي ثم قال : { في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى } أي علمها في أم الكتاب و{ لا يضل ربي ولا ينسى } . نعتان لكتاب . أي : في كتاب غير ضال الله ، أي : غير ذاهب عن الله وغير ناس الله له .

وقيل : إن الكلام قد تم عند قوله : ( في كتاب ) ثم ابتدأ فقال{[45146]} : ( لا يضل ربي ) أي : لا يهلك .

وقيل : معنى الآية : لا يضل عن ربي علم شيء ، ولا ينسى شيئا .

وقال ابن عباس : لا يخطئ ربي ولا ينسى شيئا{[45147]} .

وقال ابن عباس وقتادة : لا يخطئ ربي ولا ينسى شيئا{[45148]} .


[45140]:ز: فيكون.
[45141]:كيف سقطت من ز.
[45142]:ز: كل.
[45143]:انظر: جامع البيان 16/172 والقرطبي 11/204 والدر المنثور 4/302.
[45144]:قال الحسن سقط من ز.
[45145]:انظر: جامع البيان 16/172 والقرطبي 11/204 والدر المنثور 4/302.
[45146]:فقال سقطت من ز.
[45147]:شيئا سقطت من ز وانظر: قول ابن عباس في جامع البيان 16/173 والدر المنثور 4/302.
[45148]:من قوله: (وقال ابن عباس وقتادة) إلى (شيئا) سقط من ز.