ثم قال تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه }[ 53 ] .
أي : لا يزال الكفار في شك من القرآن{[47137]} .
وقيل{[47138]} : من سجوده معهم في آخر النجم .
وقيل{[47139]} : " مما ألقى الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : تلك الغرانيق العلى " قال هذا القول الأخير ابن جبير وابن زيد .
قال ابن زيد{[47140]} : لا يخرج ذلك من قلوبهم زادهم ضلالة . وكونها تعود على القرآن أبين ، لقوله تعالى : { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك } يعني : القرآن وهو أقرب إليه .
وقوله : { حتى تاتيهم الساعة بغتة }[ 53 ] .
أي : حتى تأتيهم ساعة حشر الناس لموقف الحساب ( بغتة ) أي : فجأة ، وهو مصدر في موضع الحال{[47141]} .
ثم قال تعالى : { أو ياتيهم عذاب يوم عقيم }[ 53 ] .
أي : عذاب يوم القيامة ، ومعنى عقيم لا ليلة له شبهت/ الليلة باليوم ، بمنزلة الولد للوالدة ، هذا قول الضحاك وعكرمة{[47142]} .
وقيل{[47143]} : عنى به يوم بدر . وسمي عقيما لأنهم لم ينظروا إلى الليل ، قال ذلك : مجاهد وابن جبير وقتادة وأبي كعب{[47144]} . وهذا القول : حسن لأنه قد تقدم ذكر يوم القيامة في قوله : { حتى تاتيهم الساعة بغتة } فلا يكون يوم القيامة مرة أخرى ، وإنما المعنى : لا يزالون في شك من القرآن حتى تقوم الساعة أو يقتلوا يوم بدر .
قال أبي بن كعب{[47145]} : ( عذاب يوم عقيم ) ، يوم بدر ، واللزام . القتال في يوم بدر ، { يوم نبطش البطشة الكبرى }{[47146]} يوم بدر ، { ولنذيقهم من العذاب الأدنى }{[47147]} ، يوم بدر ، فذلك أربع آيات نزلن{[47148]} في يوم بدر .
وقيل : إنما سمي يوم بدر عقيما لأنه عقيم فيه الخير والفرج عن الكفار .
وقيل : هو يوم القيامة ، عقم أن يكون بعده يوم مثله ، منع من{[47149]} ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.