الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٖ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنۡ إِلَٰهٍۚ إِذٗا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهِۭ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (91)

ثم قال تعالى : { بل آتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون }[ 91 ] .

أي : ما الأمر كما يقول هؤلاء المشركون أن الملائكة بنات الله أو{[47609]} أن لهم آلهة دون الله ، بل أتيناهم باليقين ، وهو ما أتاهم به محمد صلى الله عليه وسلم من الإسلام ، وأن لا يُعبد شيء{[47610]} سوى الله { وإنهم لكاذبون } فيما يضيفون إلى الله من{[47611]} الولد والشريك { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه } في القدم حين ابتدع الأشياء .

{ من إله } أي : لاعتزل كل إله منهم بما خلق فانفرد به { ولعلا بعضهم على بعض } أي : ولتغالبوا ، فغلب القوي الضعيف ، لأن القوي لا يرضى أن يحاده الضعيف ، والضعيف لا يصلح أن يكون إلها/ ، لأنه عاجز بضعفه . والعاجز مذلول مغلوب مقهور ، وليس هذه من صفات المعبود الخالق ، وإنما هي من صفات المخلوق المملوك .

ثم قال تعالى : { سبحان الله عما يصفون }[ 92 ] .

أي : عما يصفون به الله .


[47609]:ز: و.
[47610]:ز: ولا يعبدوا شيئا.
[47611]:ز: من أمر.