ثم قال تعالى ذكره : { عالم الغيب والشهادة }[ 93 ] .
أي : يعلم ما غاب عن خلقه من جميع الأشياء . فلم يروه ولم يعلموه وما شاهدوه ، فرأوه وعلموه .
والرفع الاختيار عند النحويين البصريين والكوفيين{[47612]} في ( عالم الغيب ) على إضمار مبتدأ ، أو على البعث لله في قوله : { ما اتخذ الله } عالم الغيب ، وحجة البصريين في اختيارهم الرفع أن قبله رأس آية ، وقد تم الكلام دونه ، فاستؤنف على إضمار مبتدأ .
وحجة الكوفيين منهم الفراء{[47613]} أن الرفع أولى به ، لأنه لو كان مخفوضا لقال : ( وتعالى ) بالواو{[47614]} . فدخول{[47615]} الفاء بعده يدل على أنه أراد ( هو عالم ) واحتج في ذلك بأنك لو قلت : مررت بعبد الله المحسن{[47616]} وأحسنت إليه ، جئت بالواو ، لأنك خفضت ولم تستأنف ، تريد : مررت بعبد الله الذي أحسن وأحسنت إليه . قال : ولو قلت : ( المحسن ) بالرفع ، لم يكن إلا بالفاء ، تريد : هو المحسن فأحسنت إليه ، فالفاء عنده تدل على انقطاع الكلام . وقد خالف هو نفسه هذا الأصل في المزمل ، فاختار : ( ورب المشرق ) بالخفض{[47617]} ، وبعده ( فاتخذه ) ومن أصله أن الفاء تدل على الاستئناف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.