ثم قال : { وأنزلنا من السماء ماء بقدر } يعني : مياه الأرض كلها أصلها من السماء ، أسكنه الله الأرض لينتفع به خلقه .
قال ابن جريج{[47346]} : ( ماء الأرض هو ماء{[47347]} السماء ) فما الآبار والأدوية{[47348]} والعيون ، وهو من ماء السماء أصله ، أسكنه الله الأرض .
قوله تعالى : { وإنا على ذهاب به لقادرون }[ 18 ] .
أي : وإنا لقادرون على أن تذهب بالماء الذي أسكناه الأرض فتهلكوا بالعطش وتهلك مواشيكم وهذا مثل قوله : { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن ياتيكم بماء معين }{[47349]} فمن نعمة الله على خلقه أن أسكن لهم الماء في الأرض مخزونا يشربونه ويسقون مواشيهم ويسقون زرعهم أجننهم ، ويتطهرون به وغير ذلك من منافعهم به .
وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار : سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا العراق ، والنيل وهو نهر مصر أنزلها{[47350]} الله من عين{[47351]} واحدة من عيون الجنة في أسفل درجة من{[47352]} رجاتها ، فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض ، وجعل فيها معايش للناس في أصناف معا معايشهم ، وذلك قول تعالى ذكره : { وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض } وإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج ، أرسل الله عز وجل جبريل صلى الله عليه وسلم ، فرفع من الأرض القرآن والعلم وهذه الأنهار الخمسة ، فيرفع ذلك إلى السماء ، فذلك قوله تعالى : { وإنا على ذهاب به لقادرون }{[47353]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.