الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَيَعِدُكُمۡ أَنَّكُمۡ إِذَا مِتُّمۡ وَكُنتُمۡ تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَنَّكُم مُّخۡرَجُونَ} (35)

ثم قال تعالى : { أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون }[ 35 ] .

( أن ) الثانية ، بدل من الأولى عند سيبويه{[47403]} والمعنى عنده أنكم مخرجون إذا متم{[47404]} .

وقال الفراء والجرمي ( أن ) الثانية مكررة للتأكيد . وحسن تكريرها لما طال الكلام{[47405]} .

وذهب الأخفش{[47406]} إلى{[47407]} ( أن ) الثانية في موضع رفع بفعل مضمر ، دل عليه إذا ، ومعناه عنده : أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما يحدث إخراجكم . كما تقول : اليوم القتال . المعنى عنده اليوم يحدث القتال .

ومعنى الآية أن الأشراف من قوم هود قالوا لقومهم : أيعدكم هود أنكم تبعثون بعد أن تكونوا ترابا وعظاما فتخرجون من قبوركم .


[47403]:انظر: الكتاب 1/467.
[47404]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/500.
[47405]:انظر: معاني الفراء 2/234.
[47406]:لم أعثر عليه في معانيه ونسبه إليه القرطبي في تفسيره 12/112.
[47407]:إلى أن سقطت من ز.