الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞هَيۡهَاتَ هَيۡهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (36)

ثم قالوا : { هيهات هيهات لما توعدون }[ 36 ] .

مذهب سيبويه والكسائي{[47408]} أن يوقف{[47409]} عليها بالهاء ، لأنها واحدة ، وفتحت للبناء ، وبنيت{[47410]} لأنها لم تشتق من فعل فأشبهت الحروف واختير{[47411]} لها الفتح للألف التي{[47412]} قبلها ولأن هاء التأنيث بمنزلة اسم ضم إلى اسم فصارت بمنزلة عشر في خمسة عشر ، وموضعها رفع . معناها : البعد البعد لما توعدون .

وقال الفراء{[47413]} الوقف عليها بالتاء . فأما من كسر التاء{[47414]} فإنه يقف بالتاء عند الجماعة نُوِّنَ أو لم يُنَوَّنْ ، لأنه جمع كبيضات واحدها هيهة كبيضة ، والتنوين في جمع المؤنث لازم .

وقيل : ( هو ) في هذا فرق بين المعرفة والنكرة{[47415]} وهي{[47416]} عند سيبويه كناية عن البعد ، كما يكنى بقولهم ( صه ) عن السكوت .

فالتقدير : البعد البعد{[47417]} لما توعدون من البعث بعد الموت يقوله أشراف قوم هود لقومهم .

قال ابن عباس{[47418]} : ( هيهات هيهات ) : بعيد بعيد .

ودخول اللام مع هيهات وخروجها جائزان تقول هيهات ما تريد وهيهات لما تريد . فإذا أسقطت اللام رفعت الاسم ، كما قال [ الشاعر ]{[47419]} .

فَهَيْهَات هيهات العقيق ومن به *** وهيهات خل بالعقيق نواصله .

كأنه قال : بعيد العقيق ومن به وأهله .

وقد قيل{[47420]} إنها في موضع نصب على المصدر ، كأنه قال : بعدا بعدا لما توعدون .


[47408]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/418.
[47409]:ز: تقف.
[47410]:وبنيت سقطت من ز.
[47411]:ز: أخير. (تصحيف)ز
[47412]:ز: الذي.
[47413]:انظر: معاني الفراء 2/236.
[47414]:كسر التاء قراءة بن عمر بن المحتسب 2/90 ومختصر ابن خالويه: 99.
[47415]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/418.
[47416]:ز: هو.
[47417]:البعد سقطت من ز.
[47418]:انظر: جامع البيان 18/20 وتفسير القرطبي 12/122 والدر المنثور.
[47419]:زيادة من ز. والبيت لجرير في اللسان (هيه) والطبري 18/20.
[47420]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/502.