ثم قال : { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } ، أي لا يشغلهم عن صلاتهم في هذه المساجد شيء{[48792]} .
ونظر{[48793]} سالم بن عبد الله إلى قوم من أهل السوق ، قاموا وتركوا أشغالهم{[48794]} يريدون الصلاة فقال : هؤلاء الذين ذكر{[48795]} الله في كتابه : { لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله }[ 36 ] .
وذكر الله هنا : الصلاة المكتوبة ، قاله ابن عباس وغيره{[48796]} .
قال{[48797]} عطاء : { عن ذكر الله } ، أي : عن حضور الصلاة المكتوبة{[48798]} .
وعن{[48799]} عبد الله{[48800]} بن عمر ، وعن ابن مسعود مثل قول ابن مسعود مثل قول سالم بن عبد الله{[48801]} . في القائمين عن أشغالهم إلى الصلاة .
وروت{[48802]} أسماء بنت يزيد الأنصارية{[48803]} أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال{[48804]} : إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة نادى مناد يسمع الخلائق كلهم{[48805]} سيعلم الله{[48806]} الجمع من أولى بالكرم اليوم ، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانت : { تتجافى جنوبهم عن{[48807]} المضاجع } يدعون{[48808]} ربهم خوفا وطمعا } الآية قال : فيقومون وهم قليل ، ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانت{[48809]} { لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله }[ 37 ] ، إلى قوله : { الأبصار } قال : فيقومون وهم قليل ، ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء ، فيقومون وهم قليل .
قال{[48810]} : ثم{[48811]} يحاسب سائر الناس .
وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله . ثم قال : { وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة }[ 37 ] ، أي{[48812]} : ولا يلهيهم شيء عن إقامة الصلاة عند مواقيتها ، وعن أداء الزكاة عند وقتها .
وإقام مصدر أقمت{[48813]} وأصله إقواما ، ثم قلبت الواو ألفا ، فاجتمع ألفان ، فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين ، فبقي إقاما فدخلت الهاء عوضا من المحذوف{[48814]} ، فصارت إقامة ، فلما أضيف المصدر : قام المضاف إليه مقام الهاء التي دخلت عوضا من الألف{[48815]} المحذوفة{[48816]} فإذا{[48817]} أضفت{[48818]} هذا المصدر{[48819]} جاز حذف الهاء ، لأن{[48820]} المضاف إليه يقوم مقامها . ألا ترى أنك تقول : وعدته عدة فتثبت الهاء لأمها عوضا من الفاء فإن أضفته جاز حذف الهاء .
قال الشاعر{[48821]} :
إن الخليط أجدُّوا البين فانجردوا *** وأخلفوك عدا الأمر الذي وعدوا .
يريد عدة{[48822]} الأمر .
وقال{[48823]} ابن عباس : الزكاة هنا طاعة الله جل ذكره ، والإخلاص ، وكذلك عنده { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } وقوله : { يامر{[48824]} أهله بالصلاة والزكاة }{[48825]} وقوله : { وأوصى بالصلاة والزكاة }{[48826]} ، وقوله : { ما زكى منكم من أحد أبدا }[ 21 ] ، قوله : { وتزكيهم بها } وقوله : { يتلوا عليهم آياته ويزكيهم }{[48827]} ، وقوله تعالى{[48828]} : { وحنانا من لدنا وزكاة }{[48829]} ، هذا{[48830]} كله ونحوه عنده . عني به الطاعة لله والإخلاص .
/ثم قال : { يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار }[ 37 ] ، أي تعرف القلوب فيه الأمر عيانا ويقينا ، فتنقلب عما كانت عليه من الشك والكفر إلى اليقين ، ويزداد المسلمون{[48831]} يقينا ، ويكشف عن الأبصار غطاؤها{[48832]} فتنظر الحق ، ومثله { فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }{[48833]} ، و{[48834]} قيل : المعنى . تتقلب{[48835]} فيه القلوب من هوله بين طمع بالنجاة ، وحذر{[48836]} من الهلاك ، وتنقلب الأبصار في نظرها ، أي ناحية يؤخذ بهم لذات{[48837]} اليمين أم ذات الشمال ؟ ومن أين{[48838]} يؤتون كتابهم ، أمن قبل الأيمان أم من{[48839]} قبل الشمائل ؟ {[48840]} وذلك يوم القيامة .
وقيل{[48841]} : معناه تنقلب في النار من حال إلى حال ، ومن عذاب إلى عذاب مرة إنضاج ، ومرة إحراق ، ومرة لفح .
وقيل{[48842]} : هو تقلبها على جمر جهنم ، كما قال : { يوم تقلب وجوههم في النار }{[48843]} ، وكما قال : { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما{[48844]} لم يومنوا به أول مرة }{[48845]} ، أي : نقلبها في النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.