ثم قال تعالى{[52915]} : { وإذا وقع القول عليهم }[ 84 ] ، أي إذا{[52916]} وجب على المختلفين من بني إسرائيل والمشركين من العرب وغيرهم ، غضب من الله جل ذكره ، إذا لم يكن في علم الله منهم راجع عن كفره{[52917]} ، ولا تائب من ضلالة{[52918]}
{ أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم }[ 84 ] . أي تخبرهم وتحدثهم بأن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون .
وقرأ{[52919]} ابن عباس ، وعكرمة ، وعاصم{[52920]} الجحدري وطلحة{[52921]} : { تكلمهم }
بفتح التاء وتسكين الكاف من كلمه إذا جرحه أي تسمهم .
قال مجاهد : وقع القول : حق القول{[52922]} .
وقال قتادة : وجب القول{[52923]} .
وقال{[52924]} ابن جريج{[52925]} : القول : العذاب .
وقال قتادة : القول : الغضب{[52926]} .
وخروج الدابة في قول جماعة من العلماء ، إنما يكون{[52927]} حين لا يأمر الناس بمعروف{[52928]} ، ولا ينهون عن منكر{[52929]} .
قال{[52930]} ابن عمر وغيره{[52931]} : وخروجها والله أعلم بعد خروج الدجال ، لأن الدجال يخرج فيفتن{[52932]} الناس به إلا من شاء الله ، ثم يقتله عيسى{[52933]} ابن مريم{[52934]} ، وتصير الأديان دينا واحدا وهو الإسلام ، ثم تحدث الحوادث ، وتتغير الأمور بعد موت عيسى عليه السلام{[52935]} ، فتخرج الدابة فتسم الكافر بسواد في وجهه ، والمؤمن{[52936]} ببياض في وجهه .
وقد قال الضحاك-في صفة الدجال : إنه وافر الشارب ، لا لحية{[52937]} له رأسه كالقلة العظيمة طول{[52938]} وجهه ذراعان ، وقامته في السماء ثمانون ذراعا{[52939]} ، وعرض ما بين منكبيه ثلاثون ذراعا ، ثيابه ، وخفاه ، وسيفه وسرجه ، ولجامه : بالذهب والجوهر على رأسه تاج مرصع بالذهب والجوهر ، في{[52940]} يده ظبرزين هيئته هيئة{[52941]} المجوس ، قوسه{[52942]} الفارسية ، وكلامه بالفارسية{[52943]} ، تطوى له الأرض ولأصحابه{[52944]} طيا طيا ، يطأ مجامعها ، ويرد مياهها إلا المساجد الأربعة : مسجد مكة ، ومسجد المدينة{[52945]} ، ومسجد بين المقدس{[52946]} ، ومسجد الطور{[52947]} ، فخروج الدابة هو آخر الآيات{[52948]} / و{[52949]}هو معنى قوله تعالى{[52950]} : { يوم ياتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها }{[52951]} و{[52952]}هو خروج الدابة .
وروي{[52953]}-{[52954]} أنه ترفع عند ذلك التوبة ، وتخبر الكافر أنه كافر ، والمؤمن أنه مؤمن .
وروي{[52955]} : أنه يجعل الله لها من الطول ما تشرف{[52956]} به على الناس{[52957]} لتكلمهم{[52958]} بكلام{[52959]} يفهمونه ، ويسمعونه ، وتخبرهم أن الناس كانوا بآيات الله{[52960]} لا يوقنون ، وينغلق عند ذلك باب العمل ويجهل فلا ترى عالما{[52961]} بالدين ، ويحصل{[52962]} كل امرئ على ما قدم{[52963]} من خير أو شر . وهو معنى قوله : { وإذا وقع{[52964]} القول عليهم{[52965]} } أي وجب عمله{[52966]} كل امرئ لنفسه إن خيرا فخير{[52967]} . وإن شرا فشر .
قال ابن عمر{[52968]} : تخرج{[52969]} الدابة من صدع في الصفا{[52970]} .
وروى حذيفة عن{[52971]} النبي صلى الله عليه وسلم أنه{[52972]} قال{[52973]} : تخرج الدابة من{[52974]} أعظم المساجد حرمة على الله ، بينما عيسى بن{[52975]}مريم{[52976]} يطوف بالبيت ومعه المسلمون ، إذ تضطرب الأرض تحتهم ، تحرك القنديل ، وينشف الصفا مما يلي المسعى ، وتخرج الدابة من الصفا ، أول ما يبدو{[52977]} رأسها ، ملصقة ذات وبر وريش ، لن يدركها طالب ولا{[52978]} يفوتها هارب ، تسم الناس مؤمن وكافر ، أما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري ، وتكتب بين عينيه نكتة بيضاء{[52979]} مؤمن ، وأما الكافر فتكتب بين عينيه نكتة{[52980]} سوداء كافر{[52981]} .
روى{[52982]} أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصا موسى ، فتجلو وجه المؤمن بالعصا ، وتختم أنف الكافر بخاتم ، ثم إن أهل الدار يجتمعون فيقولون هنا يا مؤمن ويقول هنا يا كافر .
وقد كثرت في ذلك الأخبار عن حذيفة{[52983]} وابن عمر{[52984]} كلها ترجع إلى معنى هذا الحديث{[52985]} .
ويروى{[52986]} أن موسى صلى الله عليه وسلم : سأل الله تعالى{[52987]} أن يريه الدابة ، فمكث ثلاثة أيام ، وثلاث ليال لا{[52988]} يظهر منها إلا رأسها ، وعنقها ، وظهرها .
وعن{[52989]} ابن عمر أنه قال{[52990]} : تخرج الدابة من شعب{[52991]} فيمس رأسها{[52992]} السحاب ، ورجلاها{[52993]} في الأرض ما خرجتا{[52994]} ، فتمر بالإنسان يصلي فتقول : ما الصلاة{[52995]} من حاجتك{[52996]} فتخطمه . قال : وتخرج ومعها خاتم سليمان وعصا موسى . فأما الكافر فتختم بين عينيه بخاتم سليمان فيسود{[52997]} ، وأما المؤمن فتمسح وجهه بعصا موسى فيبيض{[52998]} .
قال ابن عباس{[52999]} : هي والله{[53000]} تكلمهم وتكلمهم{[53001]} ، تكلم المؤمن وتكلم الكافر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.