الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ وَكُلٌّ أَتَوۡهُ دَٰخِرِينَ} (87)

ثم قال تعالى : { ويوم ينفخ في الصور }[ 89 ] ، أي واذكر يا محمد يوم نفخنا في الصور وهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل{[53051]} .

روى أبو هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : هو قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات : الأولى{[53052]} نفخة الفزع ، يفزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من{[53053]} شاء الله ، ويأمره{[53054]} الله{[53055]} فيميدها ويطولها فلا يفتر ، وهو الذي{[53056]} ذكر الله{[53057]} في قوله : { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق }{[53058]} أي ما لها من راحة فيسير الله الجبال فتكون سرابا ، وترتج الأرض بأهلها رجا وهي التي يقول{[53059]} :

{ يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة }{[53060]} فتكون{[53061]} الأرض كالسفينة المرنقة{[53062]} في البحر تضربها الأمواج تكفأ{[53063]} بأهلها أو{[53064]} كالقنديل المعلق بالوتر ترجحه{[53065]} الأرواح{[53066]} فيميد الناس على ظهرها ، فتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، ويشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة ، حتى تأتي الأقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها ، فترجع ويولي الناس مدبرين يوالي{[53067]} بعضهم بعضا وهو الذي يقول{[53068]} :

{ يوم التناد يوم تولون{[53069]} مدبرين ما لكم من الله من عاصم } فبينما{[53070]} هم كذلك إذ تصدعت{[53071]} الأرض من قطر إلى قطر ، فرأوا أمرا عظيما ، فأخذهم{[53072]} لذلك من الكرب ما الله به أعلم{[53073]} ، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل{[53074]} ، ثم خسف{[53075]} شمسها وقمرها ، وانتثرت نجومها ، ثم كشطت عنهم{[53076]} .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والأموات لا يعلمون بشيء{[53077]} من ذلك ، قال أبو هريرة : يا رسول الله فمن استثنى الله عز وجل إذ يقول : { ففزع من في السماوات ومن{[53078]} في الأرض إلا من شاء الله } قال : أولئك الشهداء .

وإنما يصل الفزع إلى الأحياء { أحياء عند ربهم يرزقون } وقاهم{[53079]} الله فزع ذلك اليوم وأمنهم ، وهو عذاب الله يبعثه{[53080]} على{[53081]} شرار خلقه{[53082]} ، ويجوز أن يكون العامل في " يوم ينطقون " . وقال مقاتل : إلا من شاء الله " : جبريل وإسرافيل ، وميكائيل{[53083]} ، وملك الموت صلى الله على جميعهم وسلم{[53084]} ، ومعنى داخرين : صاغرين .


[53051]:ع: "سرافيل" وهو تحريف.
[53052]:ز: أول.
[53053]:ز: ما.
[53054]:ز: ويأمر.
[53055]:بعده في ز: تعالى.
[53056]:ز: وهي التي.
[53057]:بعده في ز: تعالى.
[53058]:ص: 15.
[53059]:بعده في ز: الله.
[53060]:النازعات: 6-7.
[53061]:ز: وتكون.
[53062]:يقال: رنقت السفينة: إذا دارت في مكانها ولم تسر، انظر: اللسان مادة: رنق.
[53063]:ز: وتكف.
[53064]:"أو" سقطت من ز.
[53065]:ز: "بالوتد تزعجه الأرياح" تصحيف.
[53066]:في ابن جرير: الأرياح، انظر: ابن جرير20/19.
[53067]:ز: "ينادي" ووالى غنمه عزل بعضها من بعض وميزها، انظر: اللسان "ولي".
[53068]:ز: قال الله.
[53069]:غافر: 32-33.
[53070]:ز: بينما.
[53071]:ز: نصرعت.
[53072]:ز: واحدهم بذلك من الكذب.
[53073]:ز: أعلم بها.
[53074]:المهل: التؤدة والسكون، انظر: مفردات الراغب، ص73، والمهل: ا ذاب من صفر أو حديد، انظر: لسان 11/633، مادة مهل.
[53075]:ز: خسفت.
[53076]:ز: غيمها.
[53077]:ز: شيئا.
[53078]:"من في" سقطت من ز.
[53079]:ز: فوقاهم.
[53080]:ز: يبعث.
[53081]:ز: "على" ساقطة.
[53082]:ابن جرير20/19.
[53083]:ز: وميكائيل وإسرافيل.
[53084]:"صلى الله على الجميع وسلم" ساقطة من ز.