ثم قال تعالى : { ويوم ينفخ في الصور }[ 89 ] ، أي واذكر يا محمد يوم نفخنا في الصور وهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل{[53051]} .
روى أبو هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : هو قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات : الأولى{[53052]} نفخة الفزع ، يفزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من{[53053]} شاء الله ، ويأمره{[53054]} الله{[53055]} فيميدها ويطولها فلا يفتر ، وهو الذي{[53056]} ذكر الله{[53057]} في قوله : { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق }{[53058]} أي ما لها من راحة فيسير الله الجبال فتكون سرابا ، وترتج الأرض بأهلها رجا وهي التي يقول{[53059]} :
{ يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة }{[53060]} فتكون{[53061]} الأرض كالسفينة المرنقة{[53062]} في البحر تضربها الأمواج تكفأ{[53063]} بأهلها أو{[53064]} كالقنديل المعلق بالوتر ترجحه{[53065]} الأرواح{[53066]} فيميد الناس على ظهرها ، فتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، ويشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة ، حتى تأتي الأقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها ، فترجع ويولي الناس مدبرين يوالي{[53067]} بعضهم بعضا وهو الذي يقول{[53068]} :
{ يوم التناد يوم تولون{[53069]} مدبرين ما لكم من الله من عاصم } فبينما{[53070]} هم كذلك إذ تصدعت{[53071]} الأرض من قطر إلى قطر ، فرأوا أمرا عظيما ، فأخذهم{[53072]} لذلك من الكرب ما الله به أعلم{[53073]} ، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل{[53074]} ، ثم خسف{[53075]} شمسها وقمرها ، وانتثرت نجومها ، ثم كشطت عنهم{[53076]} .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والأموات لا يعلمون بشيء{[53077]} من ذلك ، قال أبو هريرة : يا رسول الله فمن استثنى الله عز وجل إذ يقول : { ففزع من في السماوات ومن{[53078]} في الأرض إلا من شاء الله } قال : أولئك الشهداء .
وإنما يصل الفزع إلى الأحياء { أحياء عند ربهم يرزقون } وقاهم{[53079]} الله فزع ذلك اليوم وأمنهم ، وهو عذاب الله يبعثه{[53080]} على{[53081]} شرار خلقه{[53082]} ، ويجوز أن يكون العامل في " يوم ينطقون " . وقال مقاتل : إلا من شاء الله " : جبريل وإسرافيل ، وميكائيل{[53083]} ، وملك الموت صلى الله على جميعهم وسلم{[53084]} ، ومعنى داخرين : صاغرين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.