ثم قال تعالى{[53915]} : { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يومنون }[ 52 ] ، يعني من آمن بمحمد عليه السلام{[53916]} من أهل الكتاب .
قال قتادة{[53917]} : نزلت في ناس{[53918]} من أهل الكتاب ، كانوا على شريعة من الحق يأخذون بها{[53919]} وينتهون{[53920]} ، حتى بعث الله جل ثناؤه{[53921]} محمدا آمنوا به وصدقوه ، فأعطاهم الله أجرهم مرتين بصبرهم على الكتاب الأول ، واتباعهم محمدا صلى الله عليه وسلم{[53922]} ، وصبرهم على ذلك{[53923]} .
وقيل : أعطاهم الله أجرهم مرتين بإيمانهم ببعث{[53924]} محمد صلى الله عليه وسلم{[53925]} قبل بعثه ، وإيمانهم{[53926]} به بعد بعثه ، فبصبرهم{[53927]} على ذلك{[53928]} أعطوا أجرهم مرتين .
ويقال{[53929]} : إن منهم سلمان{[53930]} ، وعبد الله بن سلام{[53931]} .
قال الضحاك : هم ناس من أهل الكتاب آمنوا بالتوراة والإنجيل ، ثم أدركوا محمدا فآمنوا به ، فآتاهم الله أجرهم مرتين بإيمانهم بمحمد قبل أن يبعث ، وباتباعهم إياه حين بعث ، فذلك{[53932]} قوله عنهم : { إنا كنا من قبله مسلمين }{[53933]}[ 53 ] .
وقال الزهري{[53934]} : هم النجاشي وأصحابه وجه باثني{[53935]} عشر رجلا ، فجلسوا مع النبي عليه السلام{[53936]} ، وكان أبو جهل وأصحابه قريبا منهم{[53937]} ، فآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قاموا من عنده ، تبعهم أبو جهل ومن تبعه فقالوا لهم{[53938]} : خيبكم الله من ركب ، وقبحكم من وفد ، لم تلبثوا أن صدقتموه ، وما رأينا ركبا{[53939]} أحمق ولا أسفل منكم ، فقالوا : سلام عليكم لم نأل أنفسنا رشدا { لنا أعمالنا ولكم أعمالكم }[ 55 ] .
وقوله{[53940]} : { إنا كنا من قبله مسلمين }[ 53 ] ، أي من قبل إتيان محمد لأنا{[53941]} وجدنا صفته في كتابنا فآمنا به ، ثم بعث فآمنا به . والهاء في " قبله " تعود على/ ، النبي عليه السلام{[53942]} ، أو على{[53943]} القرآن ، فالتقدير{[53944]} : وإذا يتلى{[53945]} عليهم القرآن قالوا : آمنا به إنه الحق من ربنا ، إنا كنا من قبل هذا القرآن-أي من{[53946]} قبل نزوله-مسلمين .
وقيل{[53947]} : نزلت في عشرين رجلا من النصارى ، قدموا على النبي عليه السلام{[53948]} وهو بمكة حين بلغهم خبره ، فوجدوه في المجلس ، فجلسوا إليه ، وكلموه وسألوه . ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة ، فلما فرغوا عن{[53949]} مسألتهم له فيما أرادوا ، دعاهم النبي عليه السلام{[53950]} إلى الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، فلما سمعوا القرآن ، فاضت أعينهم من الدمع ، ثم استجابوا لله وآمنوا ، وصدقوا ، وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره ، فلما قاموا عنه ، اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش ، فقالوا لهم : خيبكم الله من ركب بعثكم من وراءكم{[53951]} من أهل دينكم ، ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل ، فلم تطمئن مجالسكم عنده ، حتى فارقتم دينكم صدقتموه بما قال ، ما نعلم ركبا أحمق منكم ، فقالوا لهم{[53952]} : سلام عليكم لا نجاهلكم ، لنا ما نحن عليه ، ولكم ما أنتم عليه لم نأل{[53953]} أنفسنا خيرا .
وقيل{[53954]} : كانوا ثمانين رجلا ، منهم أربعون{[53955]} من نصارى نجران{[53956]} واثنان وثلاثون من نصارى الحبشة{[53957]} ، وثمانية من الروم{[53958]} ، وفيهم نزل من قوله : { الذين آتيناهم الكتاب }[ 52 ] ، إلى قوله : { لا نبتغي الجاهلين }[ 55 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.