ثم قال تعالى{[54003]} : { وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا }[ 57 ] ، أي وقال كفار قريش : إن نتبع الذي جئتنا به ، ونتبرأ من الأنداد والآلهة : يتخطفنا الناس من أرضنا{[54004]} ، لاجتماع جميعهم على خلافنا ، وحربنا ، يقول لهم الله{[54005]} جل ذكره : { أو لم نمكن لهم حرما-آمنا } أي نوطئ لهم بلدا : حرم فيه سفك الدماء ، ومنع من أن يتناول سكانه فيه بسوء ، وأمن أهله من أن تصيبهم فيه غارة أو قتل أو سبي . قال ابن عباس : كان من أحدث حدثا في بلد غير الحرام ، ثم لجأ إلى الحرم أمن إذا دخله ، ولكن لا ينبغي لأهل مكة أن يبايعوه ، ولا يطعموه ، ولا يسقوه ، ولا يؤووه ، ولا يكسوه ، فإذا خرج من الحرم أخذ وأقيم عليه الحد . قال{[54006]} : ومن أحدث حدثا أخذ بحدثه فيه .
قال مجاهد : إذا أصاب الرجل الحد في غير الحرم{[54007]} ، ثم أتى الحرم ، أخرج{[54008]} من الحرم ، فأقيم عليه الحد ، وإن{[54009]} أصاب الحد في الحرم أقيم{[54010]} عليه الحد في الحرم .
وقال ابن جبير : نحوه ، وأكثر الفقهاء : على أن الحد يقام في الحرم على من وجب عليه حد أحدثه في الحرم أو غير الحرم ، ولا يمنع الحرم من الحق{[54011]} من حقوق الله ، ولا من حق أوجبه الله ، فالمعنى : أن من مكن لكم حرما{[54012]} آمنا ، لا يتعدى على أحد فيه ، قادر على أن يمنع منكم من خالفكم في الدين إن آمنتم ، لأنهم اعتذروا أنهم{[54013]} يخافون{[54014]} أن تجتمع عليهم العرب ، فتقتلهم إن آمنوا أو{[54015]} خالفوا دين العرب ، فأعلمهم أن من جعل لكم الحرم آمنا{[54016]} يقدر على أن يمنعكم من العرب إن آمنتم .
قال بان عباس : " الحارث بن نوفل{[54017]} هو الذي قال : { إن نتبع الهدى معك نتخطف }[ 57 ] .
قوله : { تجبى إليه ثمرات كل شيء }[ 57 ] ، أي تجبى{[54018]} إليه من كل بلد . { رزقا من لدنا }[ 57 ] ، أي رزقا لهم من عندنا . { ولكن أكثرهم لا يعلمون } [ 57 ] ، نعم الله عليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.