قوله : «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ » مبتدأ و «هُمْ » مبتدأ ثان و «يُؤْمِنُونَ » خبره ، والجملة خبر الأول{[40533]} ، و «بِهِ » متعلق ب «يُؤْمِنُونَ » ، وقد يُعَكِّرُ{[40534]} على الزمخشري وغيره من أهل البيان ، حيث قالوا : التقديم يفيد الاختصاص وهنا لا يتأتى ذلك ، لأنهم لو خصُّوا إيمانهم بهذا الكتاب فقط لزم كفرهم بما عداه وهو عكس المراد وقد أبدى أهل البيان هذا في قوله : { آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } [ الملك : 29 ] فقالوا : لو قدِّم «به » لأوهم الاختصاص بالإيمان بالله وحده دون ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وهذا بعينه جارٍ هنا ، والجواب : أن الإيمان بغيره معلوم فانصبَّ الغرض إلى الإيمان بهذا .
قوله : { الذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب مِن قَبْلِهِ } أي من قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - وقيل : من قبل القرآن { هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } ، قال قتادة : نزلت في ( أناسٍ من ){[40535]} أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه{[40536]} . وقال مقاتل : هم أصحاب السفينة الذين قدموا من الحبشة أربعين رجلاً من أهل الإنجيل وآمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم {[40537]}- .
قال سعيد بن جبير : قدموا مع جعفر من الحبشة على النبي صلى الله عليه وسلم{[40538]} فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة قالوا : يا نبيَّ الله إن لنا أموالاً فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها ، فأذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين فنزل فيهم { الذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب } إلى قوله : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }{[40539]} ، وعن ابن عباس قال : نزلت{[40540]} في ثمانين من أهل الكتاب أربعون من نجران واثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من الشام{[40541]} ، وقال رفاعة{[40542]} : نزلت في عشرة أنا أحدهم : وصفهم الله فقال :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.