قوله تعالى ذكره{[53984]} : { إنك لا تهدي من أحببت }[ 56 ] ، إلى قوله : { إيانا يعبدون }[ 63 ] ، أي إنك يا محمد لا تهدي من أحببت هدايته ، ولكن الله يهدي من يشاء هدايته من خلقه ، فيوقفه للإيمان . { وهو أعلم بالمهتدين }[ 56 ] ، أي{[53985]} والله أعلم بمن سبق له في علمه أنه يهتدي للرشاد . ويروى : أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم لما امتنع عمه أبو طالب من إجابته إذ دعاه إلى الإيمان{[53986]} .
روى أبو هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم{[53987]} قال لعمه أبي طالب عند الموت : قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة . قال : لولا أن تعيرني/ ، قريش . يقولون ما حمله إلا جزع الموت أقرت عينك بها{[53988]} ؟ فنزلت { إنك لا تهدي من أحببت }[ 56 ] ، الآية{[53989]} .
وروى{[53990]} سعيد بن المسيب عن أبيه أنه قال{[53991]} : لما حضرت أبا طالب الوفاة{[53992]} أتاه{[53993]} النبي صلى الله عليه وسلم{[53994]} ، فوجد عنده أبا جهل بن هشام ، وعبد الله{[53995]} بن{[53996]} أبي أمية بن{[53997]} المغيرة ، فقال رسول الله : يا عم : قل لا إله إلا الله ، كلمة أشهد لك بها عند الله ، فقال{[53998]} أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ، ويعيد تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما والله لأستغفرن لك ، ما لم أنه عنك " فأنزل الله : { إنك لا تهدي من أحببت }[ 56 ] الآية . وأنزل : { ما كان للنبيء والذين{[53999]} آمنوا أن يستغفروا للمشركين } الآيات{[54000]} .
قال{[54001]} ابن عباس ومجاهد وقتادة : نزلت في أبي طالب على ما ذكرنا{[54002]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.