الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرٖ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبٗا فَرِهَٰنٞ مَّقۡبُوضَةٞۖ فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَٰنَتَهُۥ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٞ قَلۡبُهُۥۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ} (283)

قوله : ( وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِباً ) الآية [ 282 ] .

قوله : ( فَرِهَانٌ ) [ 281 ] هو جمع رهن ، كبَغْلٍ وبِغَالٍ وكَبْشٍ وكِبَاشٍ( {[9165]} ) .

ومن قرأ : " فَرُهُنٌ " ( {[9166]} ) فهو جمع الجمع . هو( {[9167]} ) جمع " رِهَانٍ " ك " كِتَابٍ " : و " كُتُبٍ " ، / و " حِمَارٍ " و " حُمُرٍ " ( {[9168]} ) .

وقيل : هو جمع " رَهْنٍ " ، ك " سَقْفٍ " و " سُقُفٍ " ( {[9169]} ) .

ومن قرأ " فَرُهْنٌ " بالإسكان( {[9170]} )/ فإنما أسكن( {[9171]} ) الضمة( {[9172]} ) لثقلها .

وقرأ ابن عباس " كِتَاباً " ( {[9173]} ) ، وقال : " قد لا توجد( {[9174]} ) الصحيفة " ( {[9175]} ) ، وكذلك قرأ أبو العالية وعكرمة والضحاك ومجاهد( {[9176]} ) . وهو( {[9177]} ) واحد الكتب .

وقيل : هو جمع " كَاتِبٍ " ، كما يقال : " قَائِمٌ " و " قِيَامٌ " ( {[9178]} ) .

وروي أيضاً عن ابن عباس : ( وَلَمْ تَجِدُوا )( {[9179]} ) " كُتَّاباً " ، على وزن " فُعَّالٍ " وهو جمع " كاتب " ، " كضَارِبٍ " و " ضُرَّابٍ " .

وهذه الآية أرخص الله فيها في قبض الرهان عند عدم الكاتب ، والرهن لا يكون رهناً حتى يقبض من مالكه بقوله : ( مَّقْبُوضَةٌ ) ، سواء قبضه المرتهن عنده أو جعله على يدي عدل( {[9180]} ) عند مالك( {[9181]} ) .

قوله : / ( فإِنَ اَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الذِي اؤتُمِنَ )( {[9182]} ) [ 282 ] .

أي إن( {[9183]} ) ترك صاحب الدين ، أخذ الرهن ، وأمن الذي عليه الدين ، فليؤد ما عليه لأنها( {[9184]} ) أمانة( {[9185]} ) ، وليتق الله ربه فيما قد اؤتمن به( {[9186]} ) .

وقال الضحاك : " هذه الأمانة التي فسح فيها( {[9187]} ) إنما في( {[9188]} ) السفر ، دون الحضر " ( {[9189]} ) .

قوله : ( وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ) الآية [ 282 ] . هو( {[9190]} ) نهي للشهداء وتحذير لهم .

( فَإِنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ ) [ 282 ] . أي فاجر قلبه( {[9191]} ) .

( وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) [ 282 ] .

أي يعلم ما تصنعون في شهاداتكم( {[9192]} ) من إحالتها ، والإتيان بها على وجهها فيحصي ذلك عليكم/ ويجازيكم به( {[9193]} ) .


[9165]:- انظر: اللسان: 1/1243.
[9166]:- وهي قراءة ابن كثير في رواية قنبل وقراءة أبي عمرو في رواية اليزيدي. انظر: كتاب السبعة: 194، والتبصرة: 177، والكشف: 1/322، والتيسير: 685، وكتاب العنوان: 76، والحجة: 152، وتحبير التيسير: 95، والنشر: 2/237.
[9167]:- في ع2، ع3: وهو.
[9168]:- انظر هذا التوجيه في: تفسير الغريب: 100.
[9169]:- انظر: معاني الأخفش: 1/190-191، والكشف: 1/322، والحجة: 152، واللسان: 1/1243.
[9170]:- وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو في رواية عبيد بن عقيل. كتاب السبعة: 194.
[9171]:- في ق: سكن.
[9172]:- في ع3: الصحة. وهو تحريف.
[9173]:- انظر: جامع البيان: 6/95، وتفسير القرطبي: 3/407.
[9174]:- في ق: يوجد.
[9175]:- انظر: جامع البيان: 6/95، وتفسير القرطبي: 3/407.
[9176]:- المصدر السابق.
[9177]:- سقط حرف الواو من ح.
[9178]:- انظر: المحرر الوجيز: 2/375، وتفسير القرطبي: 3/408.
[9179]:- في ح: فلم تجدوا. وفي ق: فلم يجدوا.
[9180]:- قوله: "يدي عدل"، ساقط من ع2.
[9181]:- انظر: تفسير القرطبي: 3/410.
[9182]:- في ع2، ع3: أؤتمن أمانته.
[9183]:- في ع2: أمن.
[9184]:- في ع2، ع3: لأنه.
[9185]:- في ع2: أمانته.
[9186]:- انظر هذا التوجيه في: جامع البيان: 6/97.
[9187]:- في ع2، ق: فسح فيها. وفي ع3: فسخ.
[9188]:- في ع2: هي في.
[9189]:- انظر: جامع البيان: 6/98.
[9190]:- في ع1، ق: هي.
[9191]:- وهو قول السدي في جامع البيان: 6/99-100، وتفسير ابن كثير: 1/337.
[9192]:- في ع2، ق، ع3: شهادتكم.
[9193]:- انظر هذا التوجيه في: جامع البيان: 6/100.