وقوله ( هُدىً لِّلنَّاسِ )( {[9342]} ) : يعني اليهود والنصارى ، وهذا كله رد على من جحد القرآن .
وكان سبب هذه السورة في نزولها بالتوحيد ، وذكر يحيى وعيسى : أن طائفة من النصارى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة( {[9343]} ) من نجران( {[9344]} ) فحاجوه في عيسى وألحدوا ، فأنزل الله في أمرهم وأمر عيسى من هذه السورة نيفاً( {[9345]} ) وثمانين آية من أولها ، احتجاجاً عليهم ، ودعاهم النبي صلى الله عليه السلام( {[9346]} ) إلى الإسلام فقالوا : قد أسلمنا فقال صلى الله عليه وسلم : كذبتم . يمنعكم من الإسلام ادعاؤكم لله ولداً ، وعبادتكم الصليب ، وأكلكم الخنزير ، فأبوا إلا( {[9347]} ) المقام على كفرهم ، فدعاهم إلى المباهلة( {[9348]} ) ، فأبوا ذلك وسألوه أخذ الجزية( {[9349]} ) فقبلها( {[9350]} ) ، وانصرفوا إلى بلادهم( {[9351]} ) .
وكان( {[9352]} ) من أول ما سألوه أن قالوا : من أبو عيسى عليه السلام ؟ فسكت( {[9353]} ) النبي صلى الله عليه وسلم . فأنزل الله صدر السورة بتوحيده وتعظيمه رداً عليهم ، ووصف نفسه بالحياة( {[9354]} ) تقريعاً لهم ، لأنهم يعبدون عيسى وهو عندهم قد مات وقال : ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الاَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ )( {[9355]} ) . وقال : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ )( {[9356]} ) .
وكن ممن قدم عليه ثلاثة( {[9357]} ) رؤساء ( لهم )( {[9358]} ) منهم : أحدهم العاقب( {[9359]} ) ، وهو عبد المسيح .
والآخر : السيد( {[9360]} ) ، وهو الأيهم .
والثالث أبو حارثة بن علقمة( {[9361]} ) ، أخو بكر بن وائل .
والإنجيل " الأصل من : نجلته " ( {[9362]} ) الشيء : أخرجته ، ويقال نجله أبوه أي : جاء به وجمعه أناجيل ، وهو إفعيل( {[9363]} ) وجمع التوراة : توار .
قوله : ( مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) ، ( أي )( {[9364]} ) لما قبله من كتاب( {[9365]} ) ورسول " ( {[9366]} ) .
قوله : ( وَأَنْزَلَ الفُرْقَانَ ) .
هو ما يفرق به بين الحق والباطل في أمر عيسى( {[9367]} ) .
وقيل : في أحكام الشرائع( {[9368]} ) ، وقيل : فيهما( {[9369]} ) .
قوله : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )( {[9370]} ) الآية [ 4 ] .
أي : إن الذين جحدوا بآيات الله وقالوا : إن عيسى ولده واتخذوه إلهاً ( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.