الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمۡ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلۡمُنذَرِينَ} (177)

ثم قال : { فإذا نزل بساحتهم } أي : نزل بهم العذاب .

والعرب تقول نزل بساحة فلان العذاب وبعقوته{[57945]} إذا نزل به والساحة فناء الدار .

وقوله : { فساء صباح المنذرين } أي فبئس الصباح صباح القوم الذين أنذروا بأس الله فلم يتعظوا .

قال السدي : " بساحتهم " بدارهم{[57946]} .

قال أبو إسحاق : كان عذاب هؤلاء بالقتل{[57947]} يعني يوم بدر{[57948]} .

وقيل : الحين الأول : إلى حين ينصرك الله عليهم فيهلكهم بأيدي أصحابك ، والحين الثاني : قيام الساعة بعذابهم في الآخرة . فهو قوله : " فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين " أي : إذا نزل العذاب بالسيف عليهم ، ثم قال له بعد نزول السيف " فتول/ عنهم حتى حين " أي : إلى الوقت{[57949]} .


[57945]:ب: "ويعنونه" وهو تعريف والعقوة: الساحة وما حول الدار والمحلة وجمعها عقاء، وعقوة الدار: ساحتها يقال نزل بعقوته... ونزلت الخيل بعقوة العدو انظر: اللسان مادة "عقا" 15/79 والقاموس المحيط 4/367 والتاج 10/249
[57946]:انظر: جامع البيان 23/116 والجامع للقرطبي 15/140
[57947]:انظر: معاني الزجاج 4/317 وإعراب النحاس 3/448
[57948]:ساقط من ب
[57949]:ب: "البعث"