قوله تعالى ذكره : { أفمن شرح الله صدره للإسلام } – إلى قوله – { لعلهم يتقون }[ 21-27 ] .
في هذه الآية حذف واختصار لدلالة الكلام عليه على مذاهب{[58848]} العرب .
والتقدير : أفمن شرح الله صدره فاهتدى ، كمن طبع على قلبه فلم يهتد لقسوته . ثم بين ذلك بقوله : { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله } أي : عن ذكر الله عز وجل فلا يثبت ذكر الله سبحانه فيها .
وقيل : الجواب والخبر : { أولئك في ضلال مبين } .
وقوله : { فهو على نور من ربه } معناه : على بصيرة ويقين من توحيد ربه .
ويروى أن قوله : { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه } نزلت في حمزة وعلي عز وجل{[58849]} .
وقوله : { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله } نزلت في أبي لهب وولده{[58850]} قال قتادة : { فهو على نور من ربه } يعني به : كتاب الله عز وجل ، المؤمن به يأخذ وإليه ينتهي{[58851]} .
وروي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له : أو ينشرح القلب ؟ ! ؟
قال : " نعم . إذا أدخل الله فيه النور انشرح وانفسح{[58852]} " .
قالوا : فهل لذلك من علامة{[58853]} تعرف ؟
قال : " نعم ، التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد{[58854]} للموت قبل الموت " {[58855]} .
قال المبرد ، يقال : ( قسا وعتا ){[58856]} إذا صلب ، وقلب قاس لا يلين ولا يرق .
فالمعنى : فويل للذين جفت قلوبهم عن قبول ذكر الله عز وجل{[58857]} وهو القرآن فلم يؤمنوا به ولا صدقوه .
قال الطبري : ( من ) هنا ، بمعنى : ( عن ) ، أي : عن ذكر الله .
فيكون المعنى : غلظت قلوبهم وصليت عن قبول ذكر الله .
والمعنى : كلما تلي{[58858]} عليهم من ذكر الله قست قلوبهم .
ثم بين حالهم فقال{[58859]} : { أولئك في ضلال مبين } ، أي : في ضلال عن الحق ظاهر .
ومن جعل جواب{[58860]} : { أفمن شرح } محذوفا وقف على { نور من ربه }{[58861]} .
ومن جعل الجواب : { أولئك في ضلال } لم يقف عليه{[58862]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.