الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ} (38)

ثم قال : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } ، ( أي : ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ){[58979]} خلقهن ، فإذا أقروا بذلك فقل{[58980]} لهم يا محمد : أفرأيتم هذه الآلهة التي تدعون من دون الله إن أرادني الله يضر ، أي : سقم أو شدة في معيشتي هل هن كاشفات عني ما أصابني ، وإن أرادني الله عز وجل برحمة ، أي بصحة وَسَعَةٍ في الرزق هل هن ممسكات عني ما أعطاني .

والجواب في هذا محذوف لعلم السامع بالمعنى .

والتقدير : فإنهم سيقولون لا نقدر على شيء من ذلك ، فإذا قالوا ذلك فقل يا محمد حسبي الله ، أي : كافيي الله مما سواه من الأشياء .

{ عليه يتوكل المتوكلون } ، أي : من هو متوكل فليتوكل عليه لا بغيره .

وقال قتادة : ولئن سألتهم من خلق السماوات{[58981]} يعني : الأصنام{[58982]} فيكون المسؤول في هذا القول : الأصنام{[58983]} . والقول الأول{[58984]} عليه أكثر المفسرين .


[58979]:ساقط من (ح).
[58980]:متآكل في (ح).
[58981]:(ح): السماوات والأرض.
[58982]:انظر: جامع البيان 24/6.
[58983]:وقال به الطبري أبضا. انظر: جامع البيان 24/5.
[58984]:(ح): الثاني.