الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَكۡثَرَ مِنۡهُمۡ وَأَشَدَّ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (82)

ثم قال تعالى : { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } أي : أفلم يسافر قومك – يا محمد – من قريش فينظروا آثار الأمم التي كذبت الرسل من قبلهم كيف بادوا وهلكوا ، فيخافون أن ينزل بهم بتكذيبهم إياك فيما جئتهم به مثل{[59962]} ما نزل بمن{[59963]} كان قبلهم من الأمم المكذبة لأنبيائها .

{ كانوا أكثر منهم وأشد قوة }{[59964]} أي : كانت الأمم المهلكة قبلهم بالتكذيب أكثر{[59965]} من قريش .

{ وأشد قوة وآثارا في الأرض } أي : أكثر عددا وأكثر آثارا بالبناء والحرث والعمل من قريش .

{ فما أغنى عنهم } أي : عن الأمم الماضية .

{ ما كانوا يكسبون } من الأموال والأولاد والبناء والعمل بل أهلكوا ودمروا بتكذيبهم الرسل وكفرهم . ( فماذا ينتظر ){[59966]} قومك يا محمد{[59967]} مع تكذيبهم بما{[59968]} جئتهم به ، وهم دون أولئك في القوة والكثرة والآثار في الأرض من البناء ( والتصرف والحرث{[59969]} ) وغير ذلك . وهذا كله تنبيه وتهدد لقريش .


[59962]:في طرة (ت).
[59963]:(ح): ممن.
[59964]:(ح) (قوة وآثار في الأرض).
[59965]:ساقط من (ت).
[59966]:(ت): بما يتنظروا.
[59967]:في طرة (ت).
[59968]:(ح): بما.
[59969]:(ح): والحرث والتصريف.