الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلۡحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (78)

قوله تعالى : { ولقد أرسلنا رسلا من قبلك } – إلى آخر السورة ) [ 77-84 ] ، أي : ولقد أرسلنا ( يا محمد من قبلك ){[59938]} رسلا إلى أممهم ، منهم من أنبأناك بخبره ، ومنهم من لم ننبئك بخبره .

روي عن أنس أنه قال : عدة الرسل ثمانية آلاف ، بعث{[59939]} النبي صلى الله عليه وسلم بعدهم . منهم{[59940]} أربعة آلاف من بني إسرائيل{[59941]} .

وروى سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بعث الله عز وجل أربعة آلاف نبي " {[59942]} .

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الآية : بعث الله عز وجل عبدا حبشيا وهو الذي لم يقصص خبره على نبيه صلى الله عليه وسلم{[59943]} .

ثم قال تعالى : { وما كان رسول الله أن ياتي بآية إلا بإذن الله } ( أي : ليس لرسول ممن تقدمك يا محمد أن يأتي إلى قومه بآية فاصلة بينه وبينهم إلا بإذن الله{[59944]} له ) بذلك فيأتيهم بها .

وهذا تنبيه من الله عز وجل لنبيه عليه السلام أنه ليس له أن يأتي قومه بما يسألونه من الآيات دون إذن الله عز وجل له بذلك .

ثم قال تعالى : { فإذا جاء أمر الله قضي بالحق } ( أي : فإذا ( جاء قضاء ){[59945]} الله بين الأنبياء والأمم قضي بينهم بالعدل{[59946]} ، فينجي رسله والمؤمنين ، ويهلك ، هنالك ، المبطلون ، أي : الكاذبون على الله سبحانه{[59947]} .


[59938]:(ح): من قبلك يا محمد.
[59939]:(ح): فبعث.
[59940]:(ح): فمنهم.
[59941]:انظر: جامع البيان 24/56، والمحرر الوجيز 14/157. وقد ورد في المحرر الوجيز عن أنس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
[59942]:أخرجه ابن جرير بلفظه عن سلمان الفارسي في جامع البيان 24/56. ولم أقف عليه في غيره من المصادر.
[59943]:انظر: جامع البيان 24/56، والمحرر الوجيز 14/157.
[59944]:في طرة (ت).
[59945]:(ح): قضى.
[59946]:(ت): قضي بالحق. والعدل.
[59947]:فوق السطر في (ت).