الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمۡ يَكُ يَنفَعُهُمۡ إِيمَٰنُهُمۡ لَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَاۖ سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ فِي عِبَادِهِۦۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (85)

قال الله جل ذكره : { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا } أي : لم ينفعهم التوحيد عند معاينتهم{[59980]} العذاب .

{ سنت الله التي قد خلت في عباده } أي : سن الله ذلك سنة فيمن تقدم من عباده أنه من آمن عند معاينة العذاب لم ينفعه ذلك .

{ وخسر هنالك الكافرون } أي : وهلك عند معاينة العذاب من تمادى على كفره حتى حل{[59981]} به العذاب ، فلم ينفعهم إيمانهم عند معاينة العذاب لأنهم

مضطرون إلى ذلك حين عاينوا العذاب وإنما كان ينفعهم الإيمان{[59982]} لو آمنوا قبل معاينتهم ما يلجئهم إلى الإيمان ويضطرهم .

فكذلك{[59983]} فعل الله عز وجل فيمن خلا من عباده ، لا يقبل{[59984]} إيمانهم عند معاينتهم العذاب واضطرارهم{[59985]} إلى الإيمان ، فهو قوله تعالى { سنة الله التي قد خلت } في عباده .


[59980]:ح: معاينة.
[59981]:(ت): أحل.
[59982]:في طرة (ت).
[59983]:(ح): فكذلك فعلهم.
[59984]:(ح): ولا يقبل.
[59985]:(ح): واضطرابهم.