الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (83)

ثم قال تعالى : { فلما جاءتهم رسلهم بالبينات } يعني : الأمم الماضية ، جاءتهم{[59970]} رسلهم بالآيات الواضحات . { فرحوا بما عندهم من العلم } لجهالتهم{[59971]} .

{ وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون } أي : وحل بهم عقاب استهزائهم بما جاءتهم به{[59972]} الرسل واستعجالهم{[59973]} للعذاب .

والمعنى : فرح الكفار بما عندهم من علم الدنيا ، نحو قوله تعالى : { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا }{[59974]} .

وقيل : الضمير في ( فرحوا ) للرسل ، أي : فرح الرسل بما عندهم من العلم أن الله مهلك من كفر بهم وكذبهم ، وناصر دينه ، فينجي الأنبياء ومن آمن بهم ويهلك الكفار{[59975]} .

وقيل : في الكلام حذف . والتقدير : فلما جاءت الرسل قومها كذبوهم فأوحى الله عز وجل إليهم أنه معذبهم ، ففرحوا بما أوحى إليهم من هلاك من كذبهم ، فالضمير للرسل{[59976]} في ( فرحوا ) ، والضمير في ( حاق بهم ){[59977]} للمكذبين للرسل{[59978]} .


[59970]:(ت): جئتهم.
[59971]:(ح): بجهالتهم.
[59972]:فوق السطر في (ت)، ومتآكل في (ح).
[59973]:(ح): استعجالهم.
[59974]:الروم: 6.
[59975]:انظر: إعراب النحاس 4/45، والمحرر الوجيز 14/160.
[59976]:في طرة (ت).
[59977]:ساقط من (ت) وفي (ح): الرسل.
[59978]:انظر: إعراب النحاس 4/45، والمحرر الوجيز 14/160.