ثم قال تعالى { هو الذي خلقكم من تراب } يعني آدم{[59849]} .
{ ثم من نطفة ثم من علقة } – إلى آخر الآية ، يعني به ذرية آدم قوله : { ثم لتكونوا شيوخا } هذا جمع للعدد الكثير وحكم القليل فيه ( أشيخ ){[59850]} كفلس وأفلس{[59851]} . إلا أنهم استثقلوا الضمة على الياء . فشبهوا باب فعل بفعل{[59852]} . وحق فعل في القليل أن يجمع{[59853]} على أفعال{[59854]} كجمل{[59855]} وأجمال فجمعوا فعلا{[59856]} عند الاستثقال بضمة{[59857]} الياء على ( أفعال ) فقالوا : أشياخ . والأصل : ( أشيخ ، ومثله{[59858]} زيد ) وأزياد ، والأصل أزيد . فإن اضطر شاعر جاز أن يأتي به على أفعال فيقول{[59859]} أزيد وأشيخ كما قولوا : عين وأعين وإنما حسن في أعين في غير الشعر{[59860]} لأنها مؤنثة{[59861]} . والشيخ ما جاوز{[59862]} الأربعين{[59863]} .
وهذه الآية حجة على المشركين وتنبيه{[59864]} لهم على قدرة الله عز وجل .
وأن من قدر على هذه الأشياء قادر على إحياء الموتى ، فضرب ذلك لهم ونبههم عليه لعلهم يعقلون ما دعوا إليه فيتوبون من الكفر .
وقوله : { ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا } متعلق بمضمر{[59865]} إذ ليس بمتصل بما{[59866]} قبله في{[59867]} اللفظ .
والتقدير : ثم من علقة ، ثم يعمركم{[59868]} لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا .
{ ومنكم من يتوفى من قبل } أي قبل هذا كله ، وهو السقط{[59869]} وشبهه ، نحو الإزلاق{[59870]} وهو ما سقط نطفة{[59871]} ، ومثل الإجهاض وهو ما سقط مضغه ، والإسقاط ما سقط تام الخلق .
وقد قال الخليل : ( الإجهاض : التام ){[59872]} الخلق . وعلى الأول أكثر الناس .
وقوله : { أجلا مسمى } يعني به أجل الموت للكل{[59873]} ، أي : يعمركم لتبلغوا أجل الموت .
وقوله : { أشدكم } ، قيل : ( ثمان عشرة ){[59874]} سنة . وقال ربيعة{[59875]} ( ومالك : الأشد الخلق ){[59876]} . وقيل : الأشد : ثلاث وثلاثون{[59877]} سنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.