الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُوٓاْ أُوذِينَا مِن قَبۡلِ أَن تَأۡتِيَنَا وَمِنۢ بَعۡدِ مَا جِئۡتَنَاۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ} (129)

قوله : { قالوا أوذينا من قبل أن تاتينا }[ 129 ] الآية .

المعنى : قال موسى ( عليه السلام{[24846]} ) لموسى ( صلوات الله عليه{[24847]} ) ، حين قال لهم : { استعينوا بالله واصبروا } : { أوذينا } يقتل أبنائنا ، { من قبل أن تاتينا } ( برسالة الله عز وجل{[24848]} ) { ومن بعد ما جئتنا }[ 129 ] ، بما{[24849]} توعدنا به من القتل لأبنائنا{[24850]} .

وقيل معنى : { ومن بعد ما جئتنا } ، أي : يدركنا فرعون فيقتلنا ، وذلك حين تراءى الجمعان{[24851]} .

قال ابن عباس : أسرى{[24852]} موسى ( عليه السلام{[24853]} ) ، ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر ، فالتفتوا فإذا هم برهج{[24854]} دواب فرعون ، فقالوا{[24855]} : يا موسى ، { أوذينا من قبل أن تاتينا } ، أي : بذبح أبنائنا ، وإحياء نسائنا{[24856]} ، { ومن بعد ما جئتنا } ، هذا البحر أمامنا ، وهذا فرعون قد رهقنا{[24857]} بمن معه ؛ { قال عسى ( ربكم{[24858]} ) أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون }{[24859]}[ 129 ] ، من بعدهم فيجازيكم على ما وقع منكم وقد علم كيف تعملون .

و : " الأرض{[24860]} " ، أرض الدنيا{[24861]} . وقيل : أرض الجنة{[24862]} . و " الثانية{[24863]} أرض الدنيا لا غير{[24864]} .

و{ عسى } : ترج{[24865]} ، وهي{[24866]} واجبة من الله{[24867]} ، ( عز وجل ){[24868]} .

{ ومن بعد ما جئتنا }[ 129 ] ، وقف{[24869]} .


[24846]:انظر: المصدر السابق.
[24847]:ما بين الهلالين ساقط من ج. وفي ر، رمز: ل: "صلوات الله عليه" برمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[24848]:انظر: المصدر السابق.
[24849]:في الأصل: ما. وأثبت ما في ج. وفي ر، أفسدته الرطوبة والأرضة.
[24850]:جامع البيان 13/"، بتصرف.
[24851]:هنا إيجاز يوضح بما في جامع البيان 13/43، الذي نقل عنه مكي.
[24852]:في ر: أسر، وفيه سقط.
[24853]:ما بين الهلالين ساقط من ج. وفي ر: رمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[24854]:الرهج، بفتحتين،: الغبار. المختار/رهج.
[24855]:في الأصل: فقا، وفيه سقط.
[24856]:من: أي بذبح، إلى نسائنا، لحق في ج. ولمزيد بيان في تفسير "الأذى"، انظر تفسير الماوردي 2/249، 250، وزاد المسير 3/245، 246.
[24857]:في المصباح/رهق: "وقال الفارابي: رهقته، أدركته".
[24858]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24859]:جامع البيان 13/44، بتصرف. وانظر: البحر المحيط 4/368، ففيه رد على قول ابن عباس.
[24860]:في قوله تعالى: {إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده}[127].
[24861]:المحرر الوجيز 2/443، وهو الاختيار فيه. وانظر: البحر المحيط 4/367.
[24862]:المحرر الوجيز 2/442، والبحر المحيط 4/367.
[24863]:في قوله تعالى: {ويستخلفكم في الارض}[128].
[24864]:المحرر الوجيز 2/442.
[24865]:في الأصل: توج، وهو تحريف. وفي ج: هي واجبة، والواو ساقطة.
[24866]:في ج: هي.
[24867]:في مجاز القرآن 1/225: "وعسى من الله عز وجل، في كل القرآن أجمع واجبة". انظر: البحر المحيط 4/368.
[24868]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24869]:تام عند نافع في القطع والإئتناف 340. وكاف في المكتفى 275، والمقصد 150. وحسن في منار الهدى 150.