ثم قال تعالى {[24797]} مخبرا عنهم : { [ و {[24798]} ] قال الملأ من قوم فرعون }[ 127 ] ، أي : قال جماعة من أشراف قومه {[24799]} : { أتذر موسى وقومه }[ 127 ] ، أي : أتدع يا فرعون ، موسى وقومه من بني إسرائيل ، { ليفسدوا في الأرض }[ 127 ] أي : كي يفسدوا عليك خدمك وعبيدك في أرضك من مصر ، { ويذرك وآلهتك }[ 127 ] ، أي : ويدع خدمتك موسى وعبادتك وعبادة آلهتك {[24800]} .
والنصب في { ويذرك {[24801]} } على الصرف {[24802]} ، إن جعلت معنى الكلام : ليفسدوا في الأرض ، وقد تركك وترك عبادة آلهتك {[24803]} .
وإن جعلت المعنى { ليفسدوا في الارض ويذرك وآلهتك } على التوبيخ لفرعون عن {[24804]} تركه موسى ( عليه السلام {[24805]} ) ، فنصبه على العطف على { ليفسدوا } {[24806]} .
وقرأ {[24807]} ابن عباس ، ومجاهد : " ويذرك {[24808]} وءالاهتك {[24809]} " . أي : عبادتك {[24810]} .
وكان فرعون إذا رأى بقرة سمينة أمرهم أن يعبدوها {[24811]} .
وقوله : { أنا ربكم الاعلى {[24812]} } ، يدل على أنهم كانوا يعبدون غيره ، ممن {[24813]} هو دونه عندهم {[24814]} ، فهذا يدل على صحة قراءة الجماعة : { وآلهتك } .
قال {[24815]} ابن عباس حجة لقراءته ( " وإلاهتك " {[24816]} ) : كان يعبد {[24817]} ولا يعبد {[24818]} .
وبذلك {[24819]}قرأ مجاهد على معنى : وعبادتك {[24820]} .
وبه قرأ الضحاك {[24821]} .
ومن قرأ : " وإلاهتك " ، تأوله {[24822]} أن فرعون لم يكن يَعْبُدُ {[24823]} شيئا ، إنما كان يُعْبد من دون الله {[24824]} ، ( سبحانه وتعالى ) {[24825]} .
وقيل : إن قوم فرعون لهم أصنام يعبدونها ، تقربهم إليه {[24826]} فيما ترون .
فأجابهم فرعون فقال : { سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون }[ 127 ] ، أي : عالون عليهم بالملك والسلطان {[24827]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.