الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِن قَوۡمِ مُوسَىٰٓ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ} (159)

ثم قال : { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق }[ 159 ] .

أي : يدعون الناس إلى الهداية بالحق{[25658]} .

{ وبه يعدلون }[ 159 ] .

أي : في الحكم{[25659]} .

وقيل : وبه{[25660]} يؤمنون{[25661]} .

و " الأمة " هنا : الجماعة{[25662]} .

قال ابن جريج : بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم ، وكفروا ، وكانوا اثني عشر سبطا ، تبرأ سبط منهم مما عملوا ، واعتذروا ، وسألوا الله ( عز وجل ){[25663]} ، أن يفرق بينهم وبينهم ، ففتح الله{[25664]} لهم نفقا في الأرض ، فساروا فيه حتى خرجوا من وراء{[25665]} الصين ، فهم هنالك حنفاء مسلمين ، يستقبلون قبلتنا . قال ابن جريج : قال ابن عباس : فذلك قوله : { وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الارض فإذا جاء وعد{[25666]} الاخرة جئنا بكم لفيفا }{[25667]} .

و{ وعد الاخرة } : عيسى بن مريم يخرجون معه . قال ابن جريج : قال ابن عباس : ساروا في السرب{[25668]} سنة ونصفا{[25669]} .

وقيل : هم قوم في منقطع من الأرض ، لا يوصل إليهم ، آمنوا بمحمد ( صلى الله عليه وسلم{[25670]} ) ، وأقاموا الحنيفية كأنهم بنو أب وأم ، ليس لأحد منهم مال دون صاحبه ، يُمطرون{[25671]} في كل ليلة ، ويصحون في النهار{[25672]} ، يزرعون ويحرثون ، ليس يدخر أحد منهم دون أخيه شيئا ، مقيمين على عبادة الله ( عز وجل{[25673]} ) ، لا يبكون على ميت{[25674]} .

وقيل في معنى : { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق } : أنه يكون هدى لمن آمن منهم بمحمد ( صلى الله عليه وسلم{[25675]} ) ، ويكون لقوم قد هلكوا{[25676]} .


[25658]:معاني الزجاج 2/382. وأورده النحاس في إعراب القرآن 2/156، من غير عزو.
[25659]:إعراب القرآن للنحاس 2/156. وفي معاني القرآن للزجاج 2/382، "أي: وبالحق يحكمون". وينظر: تفسير هود بن محكم الهواري 2/52.
[25660]:في الأصل: به.
[25661]:انظر: المحرر الوجيز 2/465، وتفسير القرطبي 7/192، والبحر المحيط 4/404.
[25662]:أشباه نظائر الثعالبي 71، ووجوه ونظائر الدمغاني 43، وجوه ونظائر ابن الجوزي 143.
[25663]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[25664]:في "ر": عز وجل.
[25665]:في الأصل: وحد، بحاء مهملة، وهو تحريف.
[25666]:في الأصل: وحد، بحاء مهملة، وهو تحريف.
[25667]:الإسراء: 104.
[25668]:السرب، بفتحتين: بيت في الأرض لا منفذ له،....، فإن كان له منفذ إلى موضع آخر فهو النفق. المصباح/سرب.
[25669]:جامع البيان 13/173، وتفسير ابن كثير 2/256، والدر المنثور 3/585.
[25670]:في "ر": عليه السلام. وفي ج: أفسدته الأرضة.
[25671]:في "ر": يفطرون، وهو تحريف.
[25672]:في "ج" و"ر": بالنهار.
[25673]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[25674]:لم أجده فيما لدي من مصادر.
[25675]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[25676]:هو قول النحاس في إعراب القرآن 2/156.