الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَّا ظَلِيلٖ وَلَا يُغۡنِي مِنَ ٱللَّهَبِ} (31)

- ثم قال تعالى : ( لا ظليل ولا يغني من اللهب )

هذا نعت للظل {[72851]} أي : إلى ظل وغير [ غان ] {[72852]} من اللهب . أي : لا يظلهم/ ولا يمنعهم ] {[72853]} من لهب جهنم ، فلا يمنع عنهم ذلك الظل حرها ولا لهبها . وهذا الوصف {[72854]} مطابق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن الشمس تدنو من رؤوس الخلائق {[72855]} يوم القيامة وليس لهم لباس ولا لهم ما يستترون به منها ، فينجي الله المؤمنين إلى ظل من ظله ، ويقال للكفار : انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون من عذاب الله وعقابه {[72856]} ( انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب ) فينطلقون إلى دخان جهنم " فهذا للكفار ، لأنه روي : " أن الخلائق إذا اشتد عليهم حر الشمس ودنت من رؤوسهم أخذت بأنفاسهم {[72857]} واشتد ذلك عليهم وكثر العرق ، واشتد القلق ، نجى الله المؤمنين برحمته إلى ظل من ظله ، فهناك {[72858]} يقولون : ( فمن الله علينا ووقانا عذاب السَّموم ) {[72859]} . ويقال للكفار المكذبين : انطلقوا إلى ما كنتم تكذبون {[72860]} من عذاب الله وعقابه ، انطلقوا إلى ظل من دخان جهنم قد سطع وافترق ثلاث فرق فينطلقون ويكونون فيه ، وهو أشد منحر الشمس الذي كانوا قد قلقوا فيه . فيقيمون في ظل ذلك الدخان حتى يُفْرَغ من الحساب ، كذلك أولياء الله في ظل عرش الرحمن {[72861]} ، وحيث {[72862]} شاء لله حتى يفرغ من الحساب . ثم يأمر بكل فريق إلى مستقره من الجنة أو من النار " {[72863]} .


[72851]:- أ، ث: لظل.
[72852]:- م، ث: غاز.
[72853]:- م، ث: لا تضلهم ولا تمنعهم.
[72854]:- أ: الوقف.
[72855]:- أ: الخلق.
[72856]:- أ: من عقاب الله وعذابه.
[72857]:- أ: بأنفسهم.
[72858]:- ث: فهنا.
[72859]:- الطور: 27.
[72860]:- ث: توعدون.
[72861]:- أ: عرش الله.
[72862]:- أ: أو حيث.
[72863]:- رواه القرطبي في تفسيره: 19/163 بغير سند.