الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (23)

قوله : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم } ، إلى قوله :

{ والله لا يهدي القوم الفاسقين }[ 23 ، 24 ] .

ومعنى الآية : أن الله جل ذكره ، نهى المؤمنين أن يتخذوا آباءهم وإخوانهم الكفار أولياء ، يفشون{[28401]} إليهم سر المؤمنين ، ويطلعونهم على أسرار النبي عليه السلام ، ويؤثرون المكث بين أظهرهم على الهجر إلى دار الإسلام{[28402]} : { ومن يتولهم منكم } ، أي : من يتخذهم أولياء وبطانة ، ويؤثر المقام معهم على الهجرة{[28403]} ، { فأولئك هم الظالمون }[ 23 ]{[28404]} .

وهذا كله قبل فتح مكة . قاله مجاهد{[28405]} .

{ وإخوانكم أولياء }[ 23 ] ، وقف عند نافع{[28406]} .

ومثله { أولياء } في سورة المائدة{[28407]} ، فصح الوقف عليه ؛ لأنه لا يجوز أن يتخذ اليهود والنصارى أولياء على كل حال .

وهنا إنما نهوا عن اتخاذ{[28408]} الآباء والإخوان أولياء إن{[28409]} هم استحبوا الكفر على الإيمان ، فإن لم يفعلوا ذلك فاتخاذهم حسن ، والوقف عليه يوجب ألا يتخذوا أولياء على كل حال كاليهود والنصارى .

{ على الإيمان{[28410]} }[ 23 ] ، الوقف الحسن{[28411]} .


[28401]:في الأصل: يبشرون، ولا معنى له، وفي ر: يفسرون أنهم يسر المؤمنين، وفيه تصحيف وتحريف. وما أثبته هو الصواب، إن شاء الله، انظر: جامع البيان 14/175.
[28402]:جامع البيان 14/175، بتصرف يسير.
[28403]:جامع البيان 14/176، بتصرف يسير.
[28404]:في جامع البيان 14/176: "...يقول. فالذين يفعلون ذلك منكم، هم الذين خالفوا أمر الله فوضعوا الولاية في غير موضعها، وعصوا الله في أمره".
[28405]:التفسير 366، وجامع البيان 14/176، والدر المنثور 4/157.
[28406]:لم أجده فيما لدي من مصادر الوقف، ولعله في إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري.
[28407]:المائدة: آية 53، ونصها: {منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}، وهو وقف كاف عند الداني في المكتفى 242.
[28408]:في الأصل: اتخذ، وهو تحريف.
[28409]:في الأصل: أنهم، وهو تحريف. وفي "ر" أي هم.
[28410]:في "ر": وعلى الأيمن.
[28411]:المقصد 163. وهو في القطع والإئتناف 360، صالح. وفي المكتفى 292، ومنار الهدى 163، كاف. وزاد الأشموني: "للابتداء بعده بالشرط؛ لأن {خالدين} حال مما قبله".