بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (23)

قوله تعالى : { عَظِيمٌ يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ءابَاءكُمْ وإخوانكم أَوْلِيَاء } ، يعني : لا تتخذوا الذين بمكة أولياء . قال مقاتل : نزلت الآية في التسعة الذين ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بمكة ، فنهاهم الله تعالى عن ولايتهم . وقال في رواية الكلبي : لما أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة ، فجعل الرجل يقول لامرأته ولأخيه : إنا قد أمرنا بالهجرة . فتخرج معه ، ومنهم من تعلقت به زوجته وعياله ، فيقولون له : تدعنا لمن حتى نضيع ؟ فيرق لهم ويجلس معهم ، فنزل { عَظِيمٌ يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ءابَاءكُمْ وإخوانكم أَوْلِيَاء } في الدين والعون { إِنِ استحبوا الكفر } ، يعني : إن اختاروا الكفر { عَلَى الإيمان } ، ويقال : اختاروا الجلوس مع الكفار على الجلوس مع المؤمنين . { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ } بعد نزول هذه الآية ، { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون } الضارون بأنفسهم .