ثم قال تعالى : ( لا يصلاها إلا الأشقى ) أي : لا يدخل ويصلى {[76303]} سعيرها {[76304]} إلا الأشقى الذي كذب بآيات الله وأعرض عنها {[76305]} .
كان أبو هريرة يقول {[76306]} : لتدخلن الجنة إلا من أبى . قالوا يا أبا هريرة ، ومن يأبى أن يدخل الجنة : فقال : الذي كذب وتولى {[76307]} .
والمرجئة {[76308]} الذين يقولون : [ الإيمان ] {[76309]} قول بلا عمل " يتعلقون بهذه الآية وفي تقديرها أقوال منها : أن المعنى لا يصليها إلا الأشقى ( و ) {[76310]} ( الذي كذب وتولى ) فتكون الواو مضمرة .
حكى المبرد وغيره أن العرب تقول : أكلت خبزا لحما [ تمرا ] {[76311]} فيحذفون حرف العطف {[76312]} .
كيف أصبحت كيف أمسيت *** مما يثبت الود في فؤاد الكريم
وإضمار الواو قبيح ليس بكثير {[76313]} في كلام العرب ، وفيه نقض {[76314]} للأصول وخروج عن الظاهر .
( وقيل : التقدير : لا يصلاها إلا ) الأشقى من الكفار والفساق ، ثم أعاد ذكر الكفار-خاصة- تنبيها عليهم لأنهم أعظم ذنبا من الفساق .
وقيل : التقدير : فأنذرتكم نارا هذه صفتها .
وقيل : التقدير : لا يصلاها إلا ) {[76315]} أشقى {[76316]} أهل النار ، وأشقاهم {[76317]} : الكفار . فدل هذا على أن غير الكفار يدخلون النار بذنوبهم {[76318]} .
[ وقيل : إن النار طبقات وصفوف مختلفة في شدة العذاب وهوله ، فأعلمنا الله في هذه الآية أن هذا الصنف من النار التي تتوهج وتتوقد ولا يدخله إلا الذين كذبوا وتولوا عن الإيمان ، وثم أصناف من ذلك عذاب النار دون ذلك يدخلها غير هذا الصنف {[76319]} . وأقل عذاب النار عذاب أليم ، أجارنا الله منها ] {[76320]} وقيل : المعنى : لا يخلد فيها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ، فهذا [ للكفار ] {[76321]} بإجماع خاصة ، وهذا القول أحسن الأقوال عندي .
وقال الفراء : ( الذي كذب ) معناه [ الذي ] {[76322]} قصر عما أمر به ليس معناه جحد {[76323]} ، وهو مثل قوله : ( ليس لوقتها كاذبة ) {[76324]} أي تقصير ولا تخلف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.