الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة ألم نشرح( {[1]} ) مكية( {[2]} )

قوله تعالى : { ألم نشرح لك صدرك } إلى آخرها .

هذه ألف استفهام في اللفظ ومعناها التوقيف على النعم والآلاء( {[76414]} ) ، والمعنى : ألم نلين( {[76415]} ) لك يا محمد صدرك ونوسعه لك للهدى ووعي( {[76416]} ) الحكمة وقبول( {[76417]} ) الإيمان ؟

ومعنى : نشرح( {[76418]} ) : ] نفسح[ ( {[76419]} ) ونوسع .

وروي أنها ] لما[ ( {[76420]} ) نزلت قيل : رسول الله( {[76421]} ) ، أينشرح( {[76422]} ) الصدر ؟ قال : نعم/ ] وينفسح[ ( {[76423]} ) .

قالوا : يا رسول الله ، ألذلك علامة ؟ قال : نعم ، التجافي عن دار( {[76424]} ) الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والإعداد للموت قبل نزول الفوت( {[76425]} ) .

والصدر محل العلم والقرآن ، بديل قوله : { بل هو ءايات بينت في صدور الذين أوتوا العلمٌ }( {[76426]} ) والمراد به القلب ، لأنه وعاء الفهم ( والعلم )( {[76427]} ) . ولكن ذكر الصدر لقربه من القلب وامتزاجه به .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[76414]:أنظر إعراب النحاس: 5/251.
[76415]:أ، نبين.
[76416]:أ: ووعاء.
[76417]:ث: وقول.
[76418]:ث: انشرح.
[76419]:م: نفسخ.
[76420]:ساقط من م. وقوله "لما نزلت" كتبت على هامش "أ".
[76421]:أ: قيل لسول الله.
[76422]:ث: أيشرح.
[76423]:م: ينفسح: "الفسحة: السعة" يقال: " فسح المكان فساحة وتفسح وانفسح، وهو فسيح وفسح" اللسان (فسح)، وأنظر المفردات للراغب: ص 393 (فسح) والنهاية لابن الأثير 3/445.
[76424]:ث: ذكر.
[76425]:أ: الموت. وكذا هي عند القرطبي في تفسيره 30/104 وقد ذكر فيه هذا الحديث عن الضحاك فيها يرويه عن ابن عباس. وفيه "الاعتداد" بدل "الإعداد". والحديث أخرجه أيضا بنحوه الترمذي – الحكيم- في نوادر الأصول: 125.
[76426]:العنكبوت: 49. وهذا القول حكاه النحاس في إعرابه: 5/252 عن "العلماء" ولو يسمهم.
[76427]:ساقط من أ.