الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (20)

ثم قال : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) {[76329]} أي : وما لأحد من خلق الله عند هذا الذي يعطي ماله يتزكى {[76330]} به [ عند الله ] {[76331]} من نعمة يجازيه عليها .

أي ليس يعطي ما يعطي {[76332]} مجازاة لأحد [ على ] {[76333]} يد له {[76334]} عنده ، ولا مكافأة على نعمة سبقت {[76335]} قبله ، لكن يعطي {[76336]} ابتغاء وجه ربه الأعلى و " إلا " فيهذا المعنى " لكن " .

وقيل المعنى : وماله عند أحد في ما أنفق من نعمة يلتمس ثوابها ، فيكون على القلب . وهذا أحد {[76337]} قولي الفراء {[76338]} .

ومثله {[76339]} قول النابغة :

وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي *** [ على وعل من ذي المطارة عاقل ] {[76340]} .

يريد : حتى ما تزيد مخافة وعلٍ ( على ) {[76341]} مخافتي وفيه بعد . لأن كتاب الله لا يحمل على القلب إلا إذا لم يكن حمله إلا عليه {[76342]} .

ويروى {[76343]} أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

قال ذلك قتادة {[76344]} وابن جبير وغيرهما {[76345]} .

قال هشام بن عروة عن أبيه : أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا فأنفقها ، ، فأنزل الله جل ذكره فيه : ( الذي {[76346]} يوتي ماله يتزكى ) . . . إلى قوله : ( يرضى ) {[76347]} .

قال ابن جبير : أعتق أبو بكر ناسا ستة أو سبعة لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا ، منهم بلال وعامر بن فهيرة {[76348]} .


[76329]:- بعد هذه العبارة قوله تعالى:( إلا ابتغاء وجه ربه الاعلى).
[76330]:- ث: ويتزكى.
[76331]:- م, ث: عند الله عنده.
[76332]:-أ: يعطا ما يعطا.
[76333]:- ساقط من م.
[76334]:- أ: بذله. ث: بدله.
[76335]:- أ, ث: سلفت.
[76336]:- أ: يعطا.
[76337]:- م: احدى.
[76338]:- انظر معانيه 3/273. والقول الثاني هو ما ذكره مكي قبل هذا القول. و انظر: جامع البيان30/227.
[76339]:- أ: وهو مثل.
[76340]:ث, م: على لا وعلى ذي الفقارة عاقل. أ: على وعلى في ذي القفارة عاقل. وانظر هذا البيت في ديوان النابغة الذبياني: 198.
[76341]:- ساقط من أ.
[76342]:- انظر إعراب النحاس 5/245.
[76343]:- ث: وروي.
[76344]:- انظر: جامع البيان30/228.
[76345]:- نظر الدر 8/538 وهو قول ابن المسيب وابن مسعود وابن عباس وعبد الله بن الزبير ي تفسير القرطبي 20/89.
[76346]:ث: والذي.
[76347]:أ: فترضى. وانظر الدر 8/537.
[76348]:- هو قول قتادة عن رواية ابن جبير في جامع البيان 30/228 والدر 8/538, وبلال هو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم معروف. وأما عامر بن فهيرة فهو بدري آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الحارث بن أوس, استشهد ببئر معونة, فلم توجد جثته في القتلى, انظر المحبر 73 و183.